مراقبة
أفانين القلب
تاريخ التسجيل: September-2016
الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
الجنس: أنثى
المشاركات: 25,104 المواضيع: 9,041
صوتيات:
139
سوالف عراقية:
0
مزاجي: متفائلة
المهنة: القراءة والطيور والنباتات والعملات
أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
رحيل المفكر يوسف مكي.. ”قامة“ الفكر السياسي وموثق المعرفة العربية
رحيل المفكر يوسف مكي.. ”قامة“ الفكر السياسي وموثق المعرفة العربية

غيب الموت اليوم المفكر والباحث السعودي البارز الدكتور يوسف مكي اليوسف، عن عمر ناهز الثامنة والسبعين عاماً، بعد مسيرة حافلة نذر فيها حياته لقضايا الفكر العربي والسياسة المقارنة.
ويعد الراحل أحد أبرز القامات الثقافية التي زاوجت بين العمل الأكاديمي والفكري، مسخراً قلمه طوال عقود لمعالجة هموم النهضة العربية وقضايا التنمية المستدامة من المحيط إلى الخليج.
ولد الفقيد في مدينة سيهات بمحافظة القطيف بالمنطقة الشرقية، حيث نشأ وترعرع قبل أن ينطلق في رحلة علمية عالمية توجت بحصوله على درجة الدكتوراه في السياسة المقارنة من جامعة دنفر الأمريكية.
وعزز مكي رصيده الأكاديمي بماجستير في الاقتصاد الدولي من الجامعة ذاتها، وبكالوريوس في السلوك الإنساني من جامعة سان فرانسيسكو، مما منحه رؤية تحليلية شمولية جمعت بين السياسة والاقتصاد وعلم الاجتماع.
وشغل الراحل موقعاً محورياً في المشهد الثقافي العربي عبر توليه أمانة سر اللجنة التنفيذية لمركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، ليكون صوتاً سعودياً مؤثراً في قلب الحراك الفكري العربي.
وامتد تأثيره ليشمل الإشراف الدقيق على المحتوى المعرفي، حيث ترأس لجنة التدقيق والضبط والمراجعة الشاملة للموسوعة العربية العالمية، مساهماً في حفظ وتوثيق المعرفة العربية للأجيال القادمة.
وأثرى المكتبة العربية بمؤلفات مرجعية رصينة، أبرزها كتابه ”في الوحدة والتداعي“ الذي شرح فيه أسباب تعثر مشاريع النهضة، وكتاب ”أزمة الدولة العربية“ الذي قدم فيه تشخيصاً دقيقاً للواقع السياسي.
وتناول في أطروحته للدكتوراه العوامل المؤثرة في تغيير الأهداف والإستراتيجيات، مقدماً قراءات نقدية معمقة تحولت لاحقاً إلى مراجع أساسية للباحثين في العلوم السياسية.
وتميز الراحل بغزارة إنتاجه الصحفي، حيث واظب على كتابة مقالات أسبوعية منتظمة في صحيفة ”الوطن“ السعودية لأكثر من ستة عشر عاماً، وصحيفة ”الخليج“ الإماراتية، محللاً القضايا الراهنة بعمق استثنائي.
وشارك مكي في عشرات المؤتمرات الدولية من الولايات المتحدة إلى العواصم العربية، محاضراً في قضايا التحول الديمقراطي، والتنمية المستدامة، وحوار الحضارات، مما جعله سفيراً للفكر السعودي المستنير.
ولم يكتفِ بالتنظير الأكاديمي، بل نزل إلى ساحة العمل الثقافي الميداني عبر مشاركاته الدورية في مهرجان ”الجنادرية“ وملتقى الحوار الوطني، معززاً قيم الحوار والتلاقي الفكري داخل المملكة.
وناقش في كتاباته قضايا شائكة بجرأة وموضوعية، شملت الاستشراق، والعولمة، وهموم المرأة السعودية، والأزمات الطائفية، مقدماً معالجات فكرية رصينة بعيداً عن الانفعال.
ويترك يوسف مكي خلفه مدرسة فكرية متكاملة، وعشرات الأبحاث المحكمة التي نشرت في دوريات مرموقة مثل ”المستقبل العربي“، لتبقى شاهدة على مفكر حمل هموم أمته بصدق وإخلاص حتى آخر لحظات حياته.