| بِذِكراكَ يا ابن المصطفى ابتهَجَ الدهرُ |
|
وقد مـلأ الدنيـا بميلادك البِشـرُ |
| تَجلَّيتَ في أُفُـق الإمـامـةِ نَيّـراً |
|
له عَنَتِ الشمسُ المنيرةُ والـبـدرُ |
| بـيومٍ به شَطـرُ التهاني لأحمـدِ |
|
وللديـنِ والدنيـا بمولـدهِ شطـرُ |
| به المصطفى قد قَرَّ طَرْفاً.. وحيدرٌ |
|
ونـالت بـه آمـالَها فاطمُ الطُّهْرُ |
| وعَـمّ بِـبُشْـراهُ السمـا فتَنَزَّلَت |
|
تُهنّي رسولَ الله أمـلاكُها الغُـرُّ |
| تُحيّيهِ حتّى مطلـع الفجـرِ بالهَنا |
|
فأسفَرَ عن نور الهدى ذلك الفجرُ |
| وجاء أمينُ الله جبـريلُ يـزدهي |
|
بخدمته فَخْراً.. وحَـقَّ له الفَخْرُ |
| تَهـلَّل شهـرُ الله فـيـه كأنّمـا |
|
به العيد ليس الفطر عيداً ولا النحرُ |
| وليدٌ حبـاه اللهُ بالشـرف الـذي |
|
يَضوعُ ليوم الحشر مِن ذِكْرِه العطرُ |
| تـكوّن مـن سـرِّ الإله وقُدسهِ |
|
فللّهِ فـي إبـداع تكـوينـهِ سِرُّ |
| ورابع أصحابِ الكِسا حين ضَمَّهم |
|
وما تحته زَيدٌ سواهـم ولا عَمْرُو |
| إذا فاضتِ السَّبْعُ الزَّواخرُ لم تكن |
|
تُقاس بها في الجُود أنملُهُ العَشـرُ |
| فكم مِن قرونٍ قد تَولَّت وأعصـرٌ |
|
ولم يَخْلُ مِن ذكراهُ قَرنٌ ولا عصرُ |
| كريمُ بني الوحي الذي غَمرَ الورى |
|
وأغنى عُفاةَ الناسِ نائلُـه الغمْـرُ |
| هو المجتبى الزاكي نِجارً ومَحْتِداً |
|
عن الرجسِ في تطهيره صَدَع الذِّكْرُ |
| فكم مِن ندى كفَّيهِ في الجَدْبِ أخصَبَت |
|
خَمائلُ منها أينَـعَ الحـمدُ والشكرُ |
| وذو نَجدةٍ فيـه الهـدى شَدَّ أزْرَهُ |
|
وفي حُبّهِ تُمحى الخطيئاتُ والوِزرُ |
| تَربّى بحِجْرِ الـمصطفـى وبـبيتهِ |
|
فأعظِمْ ببيتٍ دونَه البيتُ والـحِجْرُ |
| فيآبْنَ الأُلي قد جاء في الذِّكْر مدحُهُم |
|
فـأنّى يُـوفّي حقَّها النَّظْمُ والنَّثْرُ ؟! |
| همُ القومُ لولا جُـودُهـم ووجودهُم |
|
لَما آنْهلّ وَدْقٌ للسَّحـابِ ولا قَطْـرُ |
| ومَن ذا الذي يُحصي مناقب فضلِهم |
|
وهَيهات تُحصى في السَّما الأنجمُ الزُّهْرُ |
| بهم تُدفَع الجُلّـى لـدى كـلِّ أزمةٍ |
|
وفيهم لدى اللأْواءِ يـنـكشفُ الضُّرُّ |
| تَـخِذْتُ ولاهُـم فـي حياتـيَ جُنّةً |
|
وذُخْراً ليوم الحشر إذ ينعـمُ الذُّخرُ |
| ليَ العذرُ إنْ كَـلَّ اللسـانُ، فإنّنـي |
|
رجوتُ كريماً عـنـده يُقبَلُ العُذْرُ |