صفحة 1 من 6 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 53
الموضوع:

موسوعة الامام الحسن بن علي (المجتبى) عليه السلام

الزوار من محركات البحث: 1285 المشاهدات : 6657 الردود: 52
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    تاريخ التسجيل: March-2013
    الدولة: نيبور
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,171 المواضيع: 4,113
    صوتيات: 164 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 6179
    مزاجي: الحمدلله والشكرتمام
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: ارضئ بما قسم الله
    موبايلي: Nokia
    آخر نشاط: 1/September/2021
    الاتصال: إرسال رسالة عبر MSN إلى عماد الحمزاوي
    مقالات المدونة: 18
    SMS:
    تعلمت أن أحب الناس جميعاً وتعلمت أن لا شيء مستحيل مع الجهد والاجتهاد

    موسوعة الامام الحسن بن علي (المجتبى) عليه السلام




    في ذكر مولده ، ومبلغ عمره ، ومدة خلافته ، ووقت استشهاده ، وموضع قبره


    ولد بالمدينة ليلة النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، وقيل سنة اثنتين من الهجرة ، وكنيته أبو محمد .
    جاءت به أمه فاطمة سيدة النساء إلى رسول الله يوم السابع من مولده في خرقة من حرير الجنة نزل بها جبرئيل إلى رسول الله ، فسماه حسنا ، وعق عنه كبشا .
    وقبض رسول الله وله سبع سنين وأشهر ، وقيل : ثمان سنين .
    وقام بالأمر بعد أبيه وله سبع وثلاثون سنة .
    وأقام في خلافته ستة أشهر وثلاثة أيام ، ووقع الصلح بينه وبين معاوية في سنة إحدى وأربعين ، وإنما هادنه خوفا على نفسه ، إذ كتب إليه جماعة من رؤساء أصحابه في السر بالطاعة وضمنوا له تسليمه إليه عند دنوهم من عسكره ، ولم يكن منهم من يأمن غائلته إلا خاصة من شيعته لا يقومون لأجناد الشام .

    وكتب إليه معاوية في الهدنة والصلح وبعث بكتب أصحابه إليه ، فأجابه إلى ذلك بعد أن شرط عليه شروطا كثيرة ، منها : أن يترك سب أمير المؤمنين والقنوت عليه في الصلاة ، وأن يؤمن شيعته ولا يتعرض لأحد منهم بسوء ، ويوصل إلى كل ذي حق حقه .
    فأجابه معاوية إلى ذلك كله ، وعاهده على الوفاء به ، فلما استتمت الهدنة قال في خطبته : إني منيت الحسن وأعطيته أشياء جعلتها تحت قدمي ، لا أفي بشئ منها له ! ! وخرج الحسن إلى المدينة وأقام بها عشر سنين ، ومضى إلى رحمة الله تعالى لليلتين بقيتا من صفر سنة خمسين من الهجرة وله سبع وأربعون سنة وأشهر مسموما ، سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس ، وكان معاوية قد دس إليها من حملها على ذلك وضمن لها أن يزوجها من يزيد ابنه وأوصل إليها مائة ألف درهم فسقته السم .
    وبقي مريضا أربعين يوما ، وتولى أخوه الحسين غسله وتكفينه ودفنه عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بالبقيع .


    الإمام الحسن في توحيده لله سبحانه وتعالى
    أوصاف الله تعالى 1 - قال الصدوق : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، وأحمد بن إدريس جميعا ، قالا : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى ، عن بعض أصحابنا رفعه ، قال : جاء رجل إلى الحسن بن علي فقال له : يا بن رسول الله صف لي ربك حتى كأني أنظر إليه ، فأطرق الحسن بن علي مليا ، ثم رفع رأسه ، فقال : الحمد لله الذي لم يكن له أول معلوم ولا آخر متناه ، ولا قبل مدرك ولا بعد محدود ، ولا أمد بحتي ولا شخص فيتجزأ ، ولا اختلاف صفة فيتناهي فلا تدرك العقول وأوهامها ، ولا الفكر وخطراتها ولا الألباب وأذهانها صفته ، فتقول : متى ولا بدئ مما ، ولا ظاهر على ما ، ولا باطن فيما ، ولا تارك فهلا ، خلق الخلق فكان بديئا بديعا ، ابتدأ ما ابتدع ، وابتدع ما ابتدأ ، وفعل ما أراد ، وأراد ما استزاد ، ذلكم الله رب العالمين .

    القدر والاستطاعة

    2 - قال الحراني : كتب الحسن بن أبي الحسن البصري ، إلى أبي محمد الحسن بن علي أما بعد فإنكم معشر بني هاشم الفلك الجارية في اللجج الغامرة والأعلام النيرة الشاهرة أو كسفينة نوح التي نزلها المؤمنون ونجا فيها المسلمون . كتبت إليك يا بن رسول الله عند اختلافنا في القدر وحيرتنا في الاستطاعة فأخبرنا بالذي عليه رأيك ورأى آبائك ؟ فإن من علم الله علمكم وأنتم شهداء على الناس والله الشاهد عليكم ، ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) ، فأجابه الحسن : بسم الله الرحمن الرحيم وصل إلي كتابك ولو لا ما ذكرته من حيرتك وحيرة من مضى قبلك إذا ما أخبرتك .
    أما بعد ، فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره أن الله يعلمه فقد كفر ، ومن أحال المعاصي على الله فقد فجر ، إن الله لم يطع مكرها ولم يعص مغلوبا ولم يهمل العباد سدى من المملكة بل هو المالك لما ملكهم والقادر على ما عليه أقدرهم ، بل أمرهم تخييرا ونهاهم تحذيرا فإن ائتمروا بالطاعة لم يجدوا عنها صادا وإن انتهوا إلى معصية فشاء أن يمن عليهم بأن يحول بينهم وبينها فعل وإن لم يفعل فليس هو الذي حملهم عليها جبرا ولا ألزموها كرها بل من عليهم بأن بصرهم وعرفهم وحذرهم وأمرهم ونهاهم لا جبرا لهم على ما أمرهم به فيكونوا كالملائكة ولا جبرا لهم على ما نهاهم عنه ولله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين والسلام على من اتبع الهدى .
    الرضا بما قدر الله

    3 - قال ابن عساكر : أخبرنا أبو بكر رستم بن إبراهيم بن أبى بكر الطبري بطابران ، أنبأنا أبو القاسم سهل بن إبراهيم بن أبي القاسم السبعي - وأجازه لي سهل - أنبأنا الشيخ العارف أبو سعيد فضل الله بن أبي الحسين ، أنبأنا الشيخ أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي ، أنبأنا أبو علي إسماعيل بن محمد ، أنبأنا محمد بن يزيد المبرد ، قال : قيل للحسن بن علي : إن أبا ذر يقول : الفقر أحب إلي من الغنى ، والسقم أحب إلي من الصحة . فقال : رحم الله أبا ذر ، أما أنا فأقول : من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن أنه في غير الحالة التي اختار الله تعالى له ، وهذا حد الوقوف على الرضا بما تصرف به القضاء .
    4 - قال الكليني : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن علي ، عن علي ابن أسباط ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله قال : لقى الحسن بن علي ، عبد الله بن جعفر فقال : يا عبد الله كيف يكون المؤمن مؤمنا وهو يسخط قسمه ويحقر منزلته والحاكم عليه الله فأنا الضامن لمن لا يهجس في قلبه إلا الرضا أن يدعو الله فيستجاب له .




  2. #2
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    الإمام الحسن والقرآن
    اتخاذ القرآن إماما 1 - قال الديلمي : قال الحسن : ما بقي في الدنيا بقية غير هذا القرآن فاتخذوه إماما يدلكم على هداكم ، وإن أحق الناس بالقرآن من عمل به وإن لم يحفظه ، وأبعدهم منه من لم يعمل به وإن كان يقرأه .

    وقال : من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ .
    وقال : إن هذا القرآن يجيء يوم القيامة قائدا وسائقا يقود قوما إلى الجنة أحلوا حلاله وحرموا حرامه وآمنوا بمتشابهه ، ويسوق قوما إلى النار ضيعوا حدوده وأحكامه واستحلوا محارمه .
    2 - قال الإربلي : ومن كلامه : إن هذا القرآن فيه مصابيح النور وشفاء الصدور ، فليجل جال بضوءه ، وليلجم الصفة قلبه ، فإن التفكير حياة القلب البصير ، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور .
    جزاء قراءة القرآن
    3 - قال قطب الدين الراوندي : قال الحسن بن علي : من قرأ القرآن كان له دعوة مجابة إما معجلة وإما مؤجلة .
    تفسير : ( وشاركهم في الأموال والأولاد )

    4 - قال ابن شهر آشوب : نقلا عن كتاب الشيرازي ، روى سفيان الثوري عن واصل ، عن الحسن ، عن ابن عباس قوله : ( وشاركهم في الأموال والأولاد ) إنه جلس الحسن بن علي ويزيد بن معاوية بن أبي سفيان يأكلان الرطب فقال يزيد : يا حسن إني منذ كنت أبغضك قال الحسن : اعلم يا يزيد إن إبليس شارك أباك في جماعه فاختلط الماءان فأورثك ذلك عداوتي لأن الله تعالى يقول : ( وشاركهم في الأموال والأولاد ) وشارك الشيطان حربا عند جماعه فولد له صخر فلذلك كان يبغض جدي رسول الله .
    القرآن وأهل البيت

    5 - قال فرات الكوفي : حدثني جعفر بن محمد بن هشام [ عن عبادة بن زياد ، عن أبي معمر سعيد بن خثيم ، عن محمد بن خالد الضبي وعبد الله بن شريك العامري ، عن سليم بن قيس ] عن الحسن بن علي إنه حمد الله تعالى وأثنى عليه وقال : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ) فكما أن للسابقين فضلهم على من بعدهم كذلك لأبي علي بن أبي طالب فضيلته [ فضله ] على السابقين بسبقه السابقين . وقال : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله ) واستجاب لرسول الله وواساه بنفسه ، ثم عمه حمزة سيد الشهداء وقد كان قتل معه كثير فكان حمزة سيدهم بقرابته من رسول الله ، ثم جعل الله لجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة حيث يشاء وذلك لمكانهما وقرابتهما من رسول الله ومنزلتهما منه ، وصلى رسول الله على حمزة سبعين صلاة من بين الشهداء الذين استشهدوا معه ، وجعل لنساء النبي فضلا على غيرهم لمكانهن من رسول الله وفضل الله الصلاة في مسجد النبي بألف صلاة على سائر المساجد إلا المسجد الذي بناه النبي إبراهيم ، بمكة لمكان رسول الله وفضله وعلم رسول الله [ الناس الصلوات ] فقال : قولوا : اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ، فحقنا على كل مسلم أن يصلي علينا مع الصلاة فريضة واجبة من الله ، وأحل الله لرسوله الغنيمة وأحلها لنا وحرم الصدقات عليه وحرمها علينا ، كرامة أكرمنا الله وفضيلة فضلنا الله بها .
    6 - قال المجلسي : وصح عن الحسن بن علي إنه خطب الناس فقال في خطبته : أنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم ، فقال : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ) واقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت .
    7 - قال الطبرسي : حدثنا السيد أبو الحمد عن أبي القاسم بإسناده عن زاذان عن الحسن بن علي قال : لما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله وإياه في كساء لأم سلمة خيبري ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي .
    تفسير قوله : ( فاستوى على سوقه )

    8 - روى العلامة الحلي : في تفسير قوله تعالى : ( فاستوى على سوقه ) عن الحسن قال : استوى الإسلام بسيف علي .
    تفسير قوله : ( إنا كل شيء خلقناه بقدر )

    9 - قال الصدوق : حدثنا أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن إسحاق الفارسي العزائمي قال : حدثني أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي ، قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى التميمي بالبصرة وأحمد بن إبراهيم بن معلى بن أسد العمي ، قال : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي ، قال : حدثنا أحمد بن عيسى بن زيد ، قال : حدثنا عبد الله بن موسى ابن عبد الله بن حسن ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن الحسن بن علي بن أبي طالب إنه سئل عن قول الله عزوجل : ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) فقال : يقول عزوجل : ( إنا كل شيء خلقناه لأهل النار بقدر أعمالهم ) .
    تفسير قوله : ( وأدبار السجود )

    10 - قال النوري : [ روي ] عن قطب الراوندي في فقه القرآن عن الحسن بن علي في قوله تعالى : ( وأدبار السجود ) أنها الركعتان بعد المغرب تطوعا .
    فضيلة قراءة آيات من سورة الحشر

    11 - روى السيوطي : عن الحسن بن علي ( عليهما السلام ) قال من قرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر إذا أصبح فمات من يومه ذلك طبع بطابع الشهداء وإن قرأ إذا أمسى فمات في ليلته طبع بطابع الشهداء .
    تفسير قوله : ( شاهد ومشهود )

    12 - قال الإربلي : قال الشيخ كمال الدين بن طلحة : كان الله عز وعلا قد رزقه الحسن الله الفطرة الثاقبة في إيضاح مراشد ما يعاينه ، ومنحه الفطنة الصائبة لإصلاح قواعد الدين ومبانيه ، وخصه بالجبلة التي ردد لها أخلاف مادتها بسور العلم ومعانيه ومرت له أطباء الاهتداء من نجدى جده وأبيه فجنى بفكرة منجبة نجاح مقاصد ما يقتفيه ، وقريحة مصحبة في كل مقام يقف فيه ، وكان يجلس في مسجد رسول الله ويجتمع الناس حوله ، فيتكلم بما يشفي غليل السائلين ، ويقطع حجج القائلين .
    وروى الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي ( رحمه الله ) في تفسير " الوسيط " ما يرفعه بسنده إن رجلا قال : دخلت مسجد المدينة فإذا أنا برجل يحدث عن رسول الله والناس حوله فقلت له : أخبرني ( عن شاهد ومشهود ) فقال : نعم ، أما الشاهد فيوم الجمعة ، وأما المشهود فيوم عرفة .
    فجزته إلى آخر يحدث فقلت له : أخبرني عن ( شاهد ومشهود ) فقال : نعم أما الشاهد فيوم الجمعة ، وأما المشهود فيوم النحر .
    فجزتهما إلى غلام كان وجهه الدينار وهو يحدث عن رسول الله فقلت : أخبرني عن ( شاهد ومشهود ) فقال : نعم ، أما الشاهد فمحمد وأما المشهود فيوم القيامة ، أما سمعته يقول ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ) وقال تعالى : ( ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ) .
    فسألت عن الأول ؟ فقالوا : ابن عباس ، وسألت عن الثاني ؟ فقالوا : ابن عمر ، وسألت عن الثالث ؟ فقالوا : الحسن بن علي بن أبي طالب وكان قول الحسن أحسن .
    تفسير قوله : ( أصحاب الأخدود )

    13 - قال المتقي الهندي : قال الحسن بن علي في قوله ( أصحاب الأخدود ) قال : هم الحبشة .
    تفسير قوله : ( في أي صورة ما شاء ركبك )

    14 - قال ابن شهر آشوب : روى الشيرازي في كتابه بإسناده إلى الحسن بن علي بن أبي طالب قال في قوله : ( في أي صورة ما شاء ركبك ) قال : صور الله عزوجل علي بن أبي طالب في ظهر أبي طالب على صورة محمد فكان علي بن أبي طالب أشبه الناس برسول الله ، وكان الحسين بن علي أشبه الناس بفاطمة وكنت أشبه الناس بخديجة الكبرى .

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    في ذكر الدلالة على إمامته وأنه المنصوص عليه بالإمامة من جهة أبيه


    لنا في ذلك طرق أحدها : أن نقول : قد ثبت وجوب الإمامة في كل زمان من جهة العقل ، وأن الإمام لا بد أن يكون معصوما ، منصوصا عليه ، وعلمنا أن الحق لا يخرج عن أمة محمد . فإذا ثبت ذلك سبرنا أقوال الأمة بعد وفاة أمير المؤمنين : فقائل يقول : لا إمام .
    وقوله باطل بما ثبت من وجوب الإمامة .
    وقائل يقول : بإمامة من ليس بمعصوم .
    وقوله باطل بما ثبت من وجوب العصمة .
    وقائل يقول : بإمامة الحسن ويقول : بعصمته ، فيجب القضاء بصحة قوله ، وإلا أدى إلى خروج الحق عن أقوال الأمة .
    وثانيها : أن نستدل بتواتر الشيعة ونقلها خلفا عن سلف : أن أمير المؤمنين عليا نص على ابنه الحسن بحضرة شيعته واستخلفه عليهم بصريح القول ، ولا فرق بين من ادعى عليهم الكذب فيما تواترت به ، وبين من ادعى على الأمة الكذب فيما تواترت به من معجزات النبي ، أو ادعى على الشيعة لكذب فيما تواتروا به من النص على أمير المؤمنين .
    وكل سؤال ، يسأل على هذا فمذكور في كتب الكلام .
    وثالثها : أنه قد اشتهر في الناس وصية أمير المؤمنين إليه خاصة من بين ولده وأهل بيته ، والوصية من الإمام توجب الاستخلاف للموصى إليه على ما جرت به عادة الأنبياء والأئمة في أوصيائهم ، لا سيما والوصية علم عند آل محمد صلوات الله عليهم كافة إذا انفرد بها واحد بعينه على استخلافه ، وإشارة إلى إمامته ، وتنبيه على فرض طاعته ، وإجماع آل محمد صلوات الله عليهم حجة .
    ورابعها : أن نستدل بالأخبار الواردة فيما ذكرناه ، فمن ذلك : ما رواه محمد بن يعقوب الكليني - وهو من أجل رواة الشيعة وثقاتها - عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني وعمر بن أذينة ، عن أبان ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : شهدت أمير المؤمنين حين أوصى إلى ابنه الحسن وأشهد على وصيته الحسين ومحمدا وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته ، ثم دفع إليه الكتاب والسلاح وقال له : ( يا بني ، أمرني رسول الله أن أوصي إليك وأدفع إليك كتبي وسلاحي كما أوصى إلي ودفع إلي كتبه وسلاحه ، وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين ) .
    ثم أقبل على ابنه الحسين فقال : ( وأمرك رسول الله أن تدفعها إلى ابنك هذا ) ثم أخذ بيد علي بن الحسين وقال : ( وأمرك رسول الله أن تدفعها إلى ابنك محمد ابن علي ، واقرأه من رسول الله ومني السلام ) .
    وعنه ، عن عدة من أصحابه ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمد بن علي مثل ذلك سواء .
    وعنه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الصمد بن بشير ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عن أبيه : ( إن أمير المؤمنين لما حضرته الوفاة قال لابنه الحسن : ادن مني حتى أسر إليك ما أسر إلي رسول الله وأئتمنك على ما ائتمنني عليه ) ففعل .
    وبإسناده رفعه إلى شهر بن حوشب : أن عليا لما سار إلى الكوفة استودع أم سلمة رضي الله عنها كتبه والوصية ، فلما رجع الحسن دفعتها إليه . وخامسها : إنا وجدنا الحسن بن علي قد دعا إلى الأمر بعد أبيه وبايعه الناس على أنه الخليفة والإمام ، فقد روى جماعة من أهل التاريخ : أنه خطب صبيحة الليلة التي قبض فيها أمير المؤمنين فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ثم قال : ( لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون ، لقد كان يجاهد مع رسول الله فيقيه بنفسه ، وكان رسول الله يوجهه برايته فيكتنفه جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن شماله ، فلا يرجع حتى يفتح الله تعالى على يديه ، ولقد توفي في هذه الليلة التي عرج فيها عيسى بن مريم ، وفيها قبض يوشع بن نون ، وما خلف صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله ) .
    ثم خنقته العبرة فبكى وبكى الناس معه ، ثم قال ( أنا ابن البشير ، أنا ابن النذير ، أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه ، أنا ابن السراج المنير ، أنا ابن من أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، أنا من أهل بيت افترض الله تعالى مودتهم في كتابه فقال : ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ) فالحسنة مودتنا أهل البيت ) .
    ثم جلس فقام عبد الله بن العباس بين يديه فقال : يا معاشر الناس ، هذا ابن نبيكم ووصي إمامكم فبايعوه .
    فتبادر الناس إلى البيعة له بالخلافة .
    فلا بد أن يكون محقا في دعوته ، مستحقا للإمامة مع شهادة النبي له ولأخيه بالإمامة والسيادة في قوله : ( ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا ) وقوله : ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ) وشهادة القرآن بعصمتهما في قوله تعالى : ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهير ) على ما تقدم القول فيه . وسادسها : أن نستدل على إمامته بما أظهر الله عز وجل على يديه من العلم المعجز ، ومن جملته حديث حبابة الوالبية أورده الشيخ أبو جعفر بن بابويه قال : حدثنا علي بن أحمد الدقاق قال : حدثنا محمد بن يعقوب ، قال : حدثنا علي بن محمد ، عن أ بي علي محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أحمد بن القاسم العجب ، عن أحمد بن يحيى المعروف ببرد ، عن محمد بن خداهي ، عن عبد الله بن أيوب ، عن عبد الله ابن هشام ، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي ، عن حبابة الوالبية قالت : رأيت أمير المؤمنين في شرطة الخميس ، ثم ساقت الحديث إلى أن قالت : فلم أزل أقفو اثره حتى قعد في رحبة المسجد فقلت له : يا أمير المؤمنين ما دلالة الإمامة رحمك الله ؟ قالت : فقال : ( إئتيني بتلك الحصاة ) وأشار بيده إلى حصاة ، فأتيته بها فطبع لي فيها بخاتمه ثم قال لي : ( يا حبابة ، إذا ادعى مدع الإمامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنه إمام مفترض الطاعة ، والإمام لا يعزب عنه شئ يريده ) .

    قالت : ثم انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين فجئت إلى الحسن ، وهو في مجلس أمير المؤمنين والناس يسألونه فقال لي : ( يا حبابة الوالبية ) . فقلت : نعم يا مولاي .

    قال : ( هاتي ما معك ) . قالت : فأعطيته الحصاة ، فطبع لي فيها ، كما طبع أمير المؤمنين .
    قالت : ثم أتيت الحسين وهو في مسجد الرسول فقرب ورحب ، ثم قال لي : ( أتريدين دلالة الإمامة ؟ ) .
    فقلت : نعم يا سيدي .
    قال : ( هاتي ما معك ) فناولته الحصاة فطبع لي فيها . قالت : ثم أتيت علي بن الحسين وقد بلغ بي الكبر إلى أن أعييت ، وأنا أعد يومئذ مائة وثلاث عشرة سنة ، فرأيته راكعا وساجدا مشغولا بالعبادة ، فيئست من الدلالة ، فأومى إلي بالسبابة فعاد إلي شبابي قالت : فقلت : يا سيدي كم مض من الدنيا وكم بقي ؟ فقال : ( أما ما مضى فنعم ، وأما ما بقي فلا ) .
    قالت : ثم قال لي : ( هات ما معك ) فأعطيته الحصاة فطبع فيها ، ثم أتيت أبا جعفر فطبع لي فيها ، ثم أتيت أبا عبد الله فطبع لي فيها ، ثم أتيت أبا الحسن موسى بن جعفر فطبع لي فيها ، ثم أتيت الرضا فطبع لي فيها .
    وعاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر علن ما ذكره عبد الله بن هشام .

    قال : وحدثنا محمد بن محمد بن عصام ، عن محمد بن يعقوب الكليني قال : حدثنا علي بن محمد قال : حدثنا محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر قال : حدثني أبي ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر ، عن أبيه محمد قال : ( إن حبابة الوالبية دعا لها علي بن الحسين فرد الله عليها شبابها ، وأشار إليها بإصبعه فحاضت لوقتها ، ولها يومئذ مائة سنة وثلاث عشرة سنة .

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    في ذكر طرف من خصائصه ومناقبه
    روي عن جابر بن عبد الله قال : لما ولدت فاطمة الحسن قالت : لعلي ( سمه ) فقال : ( ما كنت لأسبق باسمه رسول الله فقال رسول الله : ( ما كنت لأسبق باسمه ربي عز وجل ) فأوحى الله جل جلاله إلى جبرئيل : ( أنه قد ولد لمحمد ابن فاهبط إليه وهنئه وقل له : إن عليا منك بمنزلة هارون من موسى ، فسمه باسم ابن هارون ) . فهبط جبرئيل فهنأه من الله تعالى جل جلاله ، ثم قال : ( إن الله تعالى يأمرك أن تسميه باسم ابن هارون ) .
    قال : ( وما كان اسمه ؟ ) قال : ( شبر ) .
    قال : ( لساني عربي ) . قال : ( سمه الحسن ) فسماه الحسن .
    أورده الأستاذ أبو سعيد الواعظ في كتاب ( شرف النبي ) مرفوعا إلى جابر .
    وعن جابر أيضا قال : قال رسول الله : ( من سره أن ينظر إلى سيد شباب الجنة فلينظر إلى الحسن بن علي ) .
    عبد الله بن بريدة ، عن ابن عباس قال : انطلقت مع رسول الله فنادى على باب فاطمة ثلاثا فلم يجبه أحد ، فمال إلى حائط فقعد فيه وقعدت إلى جانبه ، فبينا هو كذلك إذ خرج الحسن بن علي قد غسل وجهه وعلقت عليه سبحة ، قال : فبسط النبي يده ومدها ثم ضم الحسن إلى صدره وقبله وقال : ( إن ابني هذا سيد ، ولعل الله عز وجل يصلح به بين فئتين من المسلمين ) .
    وروى إبراهيم بن علي الرافعي عن أبيه ، عن جدته زينب بنت أبي رافع قالت : أتت فاطمة بابنيها الحسن والحسين إلى رسول الله في شكواه التي توفي فيها فقالت : ( يا رسول الله ، هذان إبناك فورثهما شيئا ) .

    فقال : ( أما الحسن فإن له هيبتي وسؤددي ، وأما الحسين فإن له جودي وشجاعتي ) .
    ويصدق هذا الخبر ما رواه محمد بن إسحاق قال : ما بلغ أحد من الشرف بعد رسول الله ما بلغ الحسن بن علي ، كان يبسط له على باب داره فإذا خرج وجلس انقطع الطريق فما مر أحد من خلق الله إجلالا له ، فإذا علم قام ودخل بيته فمر الناس ، ولقد رأيته في طريق مكة نزل عن راحلته فمشى فما من خلق الله أحد إلا نزل ومشى ، حتى رأيت سعد ابن أبي وقاص قد نزل ومشى إلى جنبه .
    وروي عن أنس بن مالك قال : لم يكن أحد أشبه برسول الله من الحسن بن علي .
    وقال أمير المؤمنين : ( إن الحسن ابني أشبه برسول الله ما بين الصدر إلى الرأس ، والحسين أسفل من ذلك ) .
    وأشباه هذه الأخبار كثيرة ، وفيما أوردناه كفاية .

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    استماعه الوحي في صغره
    روى ابن شهر آشوب : عن أبي السعادات في " الفضائل " أنه أملى الشيخ أبو الفتوح في مدرسة الناجية إن الحسن بن علي كان يحضر مجلس رسول الله وهو ابن سبع سنين فيسمع الوحي فيحفظه فيأتي امه فيلقي إليها ما حفظه ، كلما دخل علي وجد عندها علما بالتنزيل فيسألها عن ذلك فقالت : من ولدك الحسن ، فتخفى يوما في الدار ، وقد دخل الحسن وقد سمع الوحي فأراد أن يلقيه إليها فأرتج عليه ، فعجبت أمه من ذلك ، فقال : لا تعجبين [ لا تعجبي ] يا أماه فإن كبيرا يسمعني ، فاستماعه قد أوقفني ، فخرج على فقبله . وفي رواية : يا أماه قل بياني وكل لساني لعل سيدا يرعاني .



  6. #6
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    جزاء زيارة النبي وعلي وسبطيه
    قال الصدوق : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن عثمان بن عيسى ، عن المعلى ابن [ أبي ] شهاب عن أبي عبد الله ، قال : قال الحسن بن علي لرسول الله : يا أبتاه ما جزاء من زارك ؟ فقال رسول الله : يا بني من زارني حيا وميتا أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك كان حقا علي أن أزوره يوم القيامة فأخلصه من ذنوبه . قال ابن قولويه : حدثني علي بن الحسين عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، عن المعلى بن أبي شهاب ، عن أبي عبد الله قال : قال الحسن لرسول الله : يا أبه ما جزاء من زارك ؟ فقال رسول الله : يا بني من زارني حيا وميتا أو زار أباك كان حقا على الله عزوجل أن أزوره يوم القيامة فأخلصه من ذنوبه .
    قال الصدوق : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، قال : حدثني عثمان بن عيسى ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ، قال : قال الحسن بن علي لرسول الله : يا أبه ، ما جزاء من زارك ؟ فقال : من زارني أو زار أباك أو زارك أو زار أخاك ، كان حقا علي أن أزوره يوم القيامة حتى أخلصه من ذنوبه .
    روى الشيخ الطوسي : عن محمد بن أحمد بن داود ، عن محمد بن علي الكوفي ، قال : حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله ، قال : حدثني القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الله الرازي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسني ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الفارسي ، قال : حدثنا محمد بن منصور ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن حسين بن عثمان بن معلى بن جعفر ، قال : قال الحسن بن علي : يا رسول الله ما لمن زارنا ؟ قال : من زارني حيا أو ميتا أو زار أباك حيا أو ميتا أو زار أخاك حيا أو ميتا أو زارك حيا أو ميتا كان حقا علي أن أستنقذه يوم القيامة .
    روى الشيخ الطوسي : عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ، قال : بينا الحسن بن علي في حجر رسول الله إذ رفع رأسه فقال : يا أبه ما لمن زارك بعد موتك ؟ فقال يا بني من أتاني زائرا بعد موتي فله الجنة ، ومن أتى أباك زائرا بعد موته فله الجنة ، ومن أتى أخاك زائرا بعد موته فله الجنة ، ومن أتاك زائرا بعد موتك فله الجنة .

  7. #7
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    في ظلامة أبيه
    قال الراوندي : روى أن أعرابيا أتى أمير المؤمنين وهو في المسجد فقال : مظلوم قال : ادن مني ، فدنا حتى وضع يديه على ركبتيه ، قال : ما ظلامتك ؟ فشكا ظلامته ، فقال : يا أعرابي أنا أعظم ظلامة منك ، ظلمني المدر والوبر ولم يبق بيت من العرب إلا وقد دخلت مظلمتي عليهم ، وما زلت مظلوما حتى قعدت مقعدي هذا ، إن كان عقيل بن أبي طالب يومه ليرمد فما يدعهم يذرونه حتى يأتوني فاذر وما بعيني رمد . ثم كتب له بظلامته ورحل ، فهاج الناس وقالوا : قد طعن على الرجلين ، فدخل عليه الحسن فقال : قد علمت ما شرب قلوب الناس من حب هذين ، فخرج فقال : الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس ، فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه فقال : أيها الناس إن الحرب خدعة ، فإذا سمعتموني أقول : " قال رسول الله " فوالله لئن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب على رسول الله كذبة ، وإذا حدثتكم أن الحرب خدعة ؛ ثم ذكر غير ذلك ، فقام رجل يساوي برأسه رمانة المنبر فقال : أنا أبرء من الاثنين والثلاثة ، فالتفت إليه أمير المؤمنين فقال : بقرت العلم في غير إبانه ، لتبقرن كما بقرته ، فلما قدم ابن سمية أخذه فشق بطنه وحشا فوقه حجارة وصلبه .

  8. #8
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    حلم الإمام الحسن
    - قال الخوارزمي : قال رجل من أهل الشام قدمت المدينة بعد صفين فرأيت رجلا حضرنا فسألت عنه فقيل الحسن بن علي فحسدت عليا أن يكون له ابن مثله فقلت له أنت ابن أبي طالب قال أنا ابنه فقلت له بك وبأبيك فشتمته وشتمت أباه وهو لا يرد شيئا فلما فرغت أقبل علي ، قال : أظنك غريبا ولعل لك حاجة فلو استعنت بنا لأعناك ولو سألتنا لأعطيناك ولو استرشدتنا أرشدناك ولو استحملتنا حملناك . قال الشامي فوليت عنه وما على الأرض أحد أحب إلي منه فما فكرت بعد ذلك فيما صنع وفيما صنعت إلا صاغرت إلي نفسي .
    - قال ابن شهر آشوب : ومن حلمه ما روى المبرد ، وابن عائشة أن شاميا رآه راكبا فجعل يلعنه والحسن لا يرد فلما فرغ أقبل الحسن فسلم عليه وضحك فقال : أيها الشيخ أظنك غريبا ، ولعلك شبهت ؛ فلو استعتبتنا أعتبناك ، ولو سألتنا أعطيناك ، ولو استرشدتنا أرشدناك ، ولو استحملتنا أحملناك ، وإن كنت جائعا أشبعناك ، وإن كنت عريانا كسوناك ، وإن كنت محتاجا أغنيناك ، وإن كنت طريدا آويناك ، وإن كان لك حاجة قضيناها لك ، فلو حركت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك ، لأن لنا موضعا رحبا وجاها عريضا ومالا كثيرا .
    فلما سمع الرجل كلامه ، بكى ثم قال : أشهد أنك خليفة الله في أرضه ، الله أعلم حيث يجعل رسالته وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إلي والآن أنت أحب خلق الله إلي وحول رحله إليه ، وكان ضيفه إلى أن ارتحل ، وصار معتقدا لمحبتهم .
    - قال الإربلي : روى ابن عائشة قال : دخل رجل من أهل الشام المدينة فرأى رجلا راكبا بغلة حسنة ، قال : لم أر أحسن منه ، فمال قلبي إليه فسألت عنه ؟ فقيل لي : أنه الحسن ابن علي بن أبي طالب ، فامتلأ قلبي غيظا وحنقا وحسدا أن يكون لعلي ولد مثله فقمت إليه فقلت أنت ابن علي بن أبي طالب ؟ فقال : أنا ابنه ، فقلت : أنت ابن من ، ومن ومن ؟ وجعلت اشتمه وأنال منه ومن أبيه ، وهو ساكت حتى استحييت منه فلما انقضى كلامي ، ضحك وقال : أحسبك غريبا شاميا ؟ فقلت : أجل ، فقال : فمل معي إن احتجت إلى منزل أنزلناك ، وإلى مال أرفدناك وإلى حاجة عاوناك ، فاستحييت منه وعجبت من كرم أخلاقه فانصرفت وقد صرت أحبه ما لا أحب أحدا غيره .


  9. #9
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    علمه
    قال الطبري : قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد البلوي ، قال : قال عمارة بن زيد المدني ، حدثني إبراهيم بن سعد ، ومحمد بن مسعر ، كلاهما عن محمد بن إسحاق صاحب المغازي ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله بن عباس ، قال : مرت بالحسن بن علي بقرة ، فقال : هذه حبلى بعجلة أنثى ، لها غرة في جبهتها ، ورأس ذنبها أبيض . فانطلقنا مع القصاب حتى ذبحها فوجدنا العجلة كما وصف على صورتها ، فقلنا له : أو ليس الله عزوجل ( ويعلم ما في الأرحام ) فكيف علمت هذا ؟ فقال : إنا نعلم المكنون المخزون المكتوم ، الذي لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل غير محمد وذريته .
    وقال أيضا : قال أبو جعفر : حدثنا سليمان بن إبراهيم النصيبيني ، قال : حدثنا زر بن كامل ، عن أبي نوفل محمد بن نوفل العبدي ، قال : شهدت الحسن بن علي وقد أوتي بظبية ، فقال : هي حبلى بخشفين إناث ، إحداهما في عينها عيب ، فذبحها فوجدناهما كذلك .
    قال الشيرواني : روى عن الحسن بن علي بن أبي طالب إنه قال : إذا صاح القبر قال : اللهم العن مبغضي آل محمد .

    روى الطوسي : عن محمد بن مسعود ، قال حدثني : جعفر بن أحمد بن أيوب قال حدثني : حمدان بن سليمان أبو الخير ، قال حدثني : أبو محمد عبد الله بن محمد اليماني ، قال حدثني : محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الكوفي ، عن أبيه الحسين ، عن طاووس قال : كنا على مائدة ابن عباس ، ومحمد بن الحنفية حاضر ، فوقعت جرادة فأخذها محمد ، ثم قال : هل تعرفون ما هذه النقط السود في جناحها ؟ قالوا الله أعلم .
    فقال : أخبرني أبي علي بن أبي طالب أنه كان مع النبي ثم قال : هل تعرف يا علي هذه النقط السود في جناح هذه الجرادة ؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم .

    فقال : مكتوب في جناحها أنا الله رب العالمين ، خلقت الجراد جندا من جنودي أصيب به من أشاء من عبادي ، فقال ابن عباس : فما بال هؤلاء القوم يفتخرون علينا يقولون : إنهم أعلم منا ، فقال محمد : ما ولدهم إلا من ولدني .
    قال : فسمع ذلك الحسن بن علي فبعث إليهما وهما في المسجد الحرام ، فقال لهما : أما أنه قد بلغني ما قلتما إذ وجدتما جرادة ، فأما أنت يا بن عباس ففيمن نزلت هذه الآية : ( لبئس المولى ولبئس العشير ) في أبي أو في أبيك ؟ وتلي عليه آيات من كتاب الله كثيرا .
    ثم قال : أما والله لو لا ما نعلم لأعلمتك عاقبة أمرك ما هو وستعلمه ، ثم إنك بقولك هذا مستنقص في بدنك ، ويكون الجرموز من ولدك ، ولو أذن لي في القول لقلت : ما لو سمع عامة هذا الخلق لجحدوه وأنكروه .
    قال الراوندي : [ روي ] إن الحسن [ وإخوته ] وعبد الله بن العباس كانوا على مائدة ، فجاءت جرادة ووقعت على المائدة .
    فقال عبد الله للحسن : أي شيء مكتوب على جناح الجرادة ؟ فقال : مكتوب عليه : أنا الله لا إله إلا أنا ، ربما أبعث الجراد رحمة لقوم جياع ليأكلوه وربما أبعثها نقمة على قوم فتأكل أطعمتهم .
    فقام عبد الله ، وقبل رأس الحسن ، وقال : هذا من مكنون العلم .
    وقال أيضا : روى عن صندل ، عن أبي أسامة ، عن الصادق ، عن آبائه إن الحسن خرج إلى مكة ماشيا من المدينة ، فتورمت قدماه فقيل له : لو ركبت لسكن عنك هذا الورم .
    فقال : كلا ولكنا إذا أتينا المنزل فانه يستقبلنا أسود معه دهن يصلح لهذا الورم ، فاشتروا منه ولا تماكسوه .
    فقال له بعض مواليه : ليس أمامنا منزل فيه أحد يبيع مثل هذا الدواء ؟ فقال : بلى إنه أمامنا .
    وساروا أميالا فإذا الأسود قد استقبلهم . فقال الحسن لمولاه : دونك الأسود ، فخذ الدهن منه بثمنه .
    فقال الأسود : لمن تأخذ هذا الدهن ؟ قال : للحسن بن علي بن أبي طالب .
    قال : انطلق بي إليه .
    فصار الأسود إليه ، فقال : يا بن رسول الله إني مولاك لا آخذ له ثمنا ، ولكن ادع الله أن يرزقني ولدا سويا ذكرا يحبكم أهل البيت فإني خلفت امرأتي تمخض فقال : انطلق إلى منزلك ، فإن الله تعالى قد وهب لك ولدا سويا .
    فرجع الأسود من فوره فإذا امرأته قد ولدت غلاما سويا ، ثم رجع الأسود إلى الحسن ودعا له بالخير بولادة الغلام له ، وإن الحسن قد مسح رجليه بذلك الدهن فما قام من موضعه حتى زال الورم .
    روى الصفار القمي : حدثنا محمد بن الحسين ، عن النضر بن شعيب ، وعن عبد الغفار الجاري ، عن أبي عبد الله قال : إن حسنا كان معه رجلان فقال لأحدهما : فلانا بما حدثتك البارحة ، فقال الرجل الذي قال له : إنه يقول : قد كان قال : إنا لنعلم ما يجري في الليل والنهار وقال : إن الله تبارك وتعالى علم رسول الله الحلال والحرام ، و [ التنزيل ] والتأويل ، فعلم رسول الله عليا [ علمه ] كله .
    قال الإربلي : قال الإمام لأبيه : إن للعرب جولة ولقد رجعت إليها عوازب أحلامها ، ولقد ضربوا إليك أكباد الإبل حتى يستخرجوك ، ولو كنت في مثل وجار الضبع .
    قال ابن شهر آشوب : [ روي ] عن أبي حمزة الثمالي ، عن زين العابدين قال : كان الحسن بن علي جالسا فأتاه آت فقال : يا بن رسول الله قد احترقت دارك .
    قال : لا ما احترقت .
    إذ أتاه آت فقال : يا بن رسول الله : قد وقعت النار في دار إلى جنب دارك حتى ما شككنا إنها ستحرق دارك ثم إن الله صرفها عنها .
    علمه بجميع اللغات
    روى الكليني : عن أحمد بن محمد ؛ ومحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسن ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير عن رجاله عن أبي عبد الله قال : إن الحسن قال : إن لله مدينتين إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب عليهما سور من حديد وعلى كل واحد منهما ألف ألف مصراع وفيها سبعون ألف ألف لغة يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبها وأنا أعرف جميع اللغات وما فيهما وما بينهما وما عليهما حجة غيري وغير الحسين أخي .
    وصفه النجوم
    قال المجلسي : نقلا عن كتاب " النجوم " روى ابن جمهور العمي في كتاب " الواحدة " في أوائل أخبار مولانا الحسن بن علي من خطبة له في صفة النجوم ما هذا لفظة : ثم أجرى في السماء مصابيح ضوؤها في مفتحه وحارثها بها وجال شهابها من نجومها الدراري المضيئة التي لولا ضوؤها ما أنفذت أبصار العباد في ظلم الليل المظلم بأهواله المدلهم بحنادسه وجعل فيها أدلة على منهاج السبل لما أحوج إليه الخليقة من الإنتقال والتحول والإقبال والإدبار .
    علمه بالغائب وبما في النفس
    روى البحراني : عن علي بن الحسين المقرئ الكوفي ، عن محمد بن حليم التمار ، عن المخول ابن إبراهيم ، عن زيد بن كثير الجمحي ، عن يونس بن ظبيان ، عن المفضل بن عمر الجعفي ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق قال : لما قدم أبو محمد الحسن ابن علي من الكوفة تلقاه أهل المدينة معزين بأمير المؤمنين ومهنين بالقدوم ودخلت عليه أزواج رسول الله فقالت عائشة : [ والله ] يا أبا محمد ما فقد جدك إلا حيث فقد أبوك ( ولقد ) قلت يوم قام عندنا ناعية قولا صدقت فيه وما كذبت .
    فقال لها الحسن : عسى هو تمثلك بقول لبيد بن ربيعة حيث يقول : فبشرتها واستعجلت عن خمارها * وقد تستخف المعجلين البشائر وأخبرها الركبان أن ليس بينها * وبين قرى نجران والشام كافر وألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب مسافر ثم أتبعت الشعر بقولك أما إذا قتل علي فقولوا للعرب تعمل ما تشاء .
    فقالت [ له ] : يا بن فاطمة حذوت حذو جدك وأبيك في علم الغيب من الذي أخبرك ( بهذا ) عني ؟ فقال لها : ما هذا غيب لإنك أظهرته وسمع منك والغيب نبشك عن جرد أخضر في وسط بيتك بلا قبس وضربت بالحديدة كفك حتى صار جرحا وإلا فاكشفي عنه وأريه من حولك من النساء ، ثم إخراجك الجرد وفيه ما جمعته من خيانة وأخذت منه أربعين دينارا عددا لا تعلمين ما وزنها وتفريقك لها في مبغضي [ معصية ] أمير المؤمنين ( من تيم وعدي شكرا لقتل أمير المؤمنين ) .
    فقالت : يا حسن والله لقد كان ما قلته فالله ابن هند ، لقد شفي وأشفاني .
    فقالت لها أم سلمة زوجة رسول الله : ويحك يا عائشة ما هذا منك بعجب وإني لأشهد عليك أن رسول الله قال لي وأنت حاضرة وأم أيمن وميمونة : يا أم سلمة كيف تجديني في نفسك ؟ فقلت : يا رسول الله أجده قربا ولا أبلغه وصفا .
    فقال : فكيف تجدي عليا في نفسك ؟ فقلت : لا يتقدمك ( يا رسول الله ) ولا يتأخر عنك وأنتما في نفسي بالسواء .
    فقال : شكرا لله لك ذلك يا أم سلمة فلو لم يكن علي في نفسك مثلي لبرأت منك في الآخرة ولم ينفعك قربي منك في الدنيا ، فقلت أنت لرسول الله وكذا كل أزواجك يا رسول الله ؟ فقال : لا ، فقلت : [ لا ] والله ما أجد لعلي في موضعا قربتنا فيه أو أبعدتنا .
    فقال لك : حسبك يا عائشة . فقالت : يا أم سلمة يمضي محمد ويمضي علي ويمضي الحسن مسموما ويمضي الحسين مقتولا كما خبرك جدهما رسول الله .
    فقال لها الحسن : فما أخبرك جدي رسول الله بأي موتة تموتين وإلى ما تصيرين ؟ قالت له : ما أخبرني إلا بخير .
    فقال الحسن : ( والله ) لقد أخبرني جدي رسول الله تموتين بالداء والدبيلة وهي ميتة أهل النار وإنك تصيرين أنت وحزبك إلى النار .
    فقالت : يا حسن ومتى ؟ فقال الحسن : حيث أخبرك بعداوتك عليا أمير المؤمنين وإنشاءك حربا تخرجين فيها عن بيتك متأمرة على جمل ممسوخ من مردة الجن يقال له بكير وأنك تسفكين دم خمسة وعشرين ألف رجل من المؤمنين الذين يظنون أنك أمهم ، قالت له : جدك أخبرك بهذا أم هذا من علم غيبك ؟ قال : لا من علم [ غيب ] الله و ( علم ) رسوله وعلم أمير المؤمنين .
    [ قال : ] فأعرضت عنه بوجهها وقالت في نفسها : والله لأتصدقن بأربعين وأربعين دينارا ونهضت . فقال لها الحسن : والله لو تصدقت ( بأربعين ) قنطارا ما كان ثوابك عليها إلا النار .




  10. #10
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    جود الإمام الحسن
    قال الإربلي : روى سعيد بن عبد العزيز قال : إن الحسن سمع رجلا يسأل ربه تعالى أن يرزقه عشر آلاف درهم فانصرف الحسن إلى منزله فبعث بها إليه . تقسيم ماله
    قال ابن شهر آشوب : دخل الغاضري عليه فقال : إني عصيت رسول الله فقال : بئس ما عملت كيف ؟ قال : قال لا يفلح قوم ملكت عليهم امرأة وقد ملكت علي امرأتي وأمرتني أن أشتري عبدا فاشتريته فأبق مني فقال : اختر أحد ثلاثة إن شئت فثمن عبد فقال : ههنا ولا تتجاوز ! قد اخترت ، فأعطاه ذلك .
    قال أيضا : ودخل عليه جماعة وهو يأكل فسلموا وقعدوا فقال : هلموا فإنما وضع الطعام ليؤكل .
    قال ابن عساكر : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا محمد بن العباس ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن محمد بن الفهم ، أنبأنا محمد بن سعد ، أنبأنا مسلم بن إبراهيم ، عن القاسم بن الفضل ، أنبأنا أبو هارون ، قال : انطلقنا حجاجا فدخلنا المدينة فقلنا : لو دخلنا على ابن رسول الله الحسن فسلمنا عليه ، فدخلنا عليه فحدثناه بمسيرنا وحالنا ، فلما خرجنا من عنده بعث إلى كل رجل منا بأربعمأة أربعمأة ، فقلنا للرسول : إنا أغنياء وليس بنا حاجة ، فقال : لا تردوا عليه معروفه .
    فرجعنا إليه فأخبرناه بيسارنا وحالنا ، فقال : لا تردوا علي معروفي فلو كنت على غير هذه الحال كان هذا لكم يسير أما أني مزودكم : إن الله [ تبارك وتعالى ] يباهي ملائكته بعباده يوم عرفة فيقول : عبادي جاؤني شعثا تتعرضون لرحمتي فأشهدكم أني قد غفرت لمحسنهم وشفعت محسنهم في مسيئهم وإذا كان يوم الجمعة فمثل ذلك .
    قال ابن شهر آشوب : وللحسن بن علي : إن السخاء على العباد فريضة * لله يقرأ في كتاب محكم وعد العباد الأسخياء جنانه * وأعد للبخلاء نار جهنم من كان لا تندى يداه بنائل * للراغبين فليس ذاك بمسلم وله أيضا : خلقت الخلائق من قدرة * فمنهم سخي ومنهم بخيل فأما السخي ففي راحة * وأما البخيل فحزن طويل ومن همته ما روي أنه قدم الشام أي عند معاوية فأحضر بارنامجا بحمل عظيم ووضع قبله ثم إن الحسن لما أراد الخروج خصف خادم نعله فأعطاه البارنامج .
    قال ابن عساكر : أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أبو محمد الصريفيني ، أنبأنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني ، أنبأنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي ، أنبأنا كامل بن طلحة : أنبأنا أبو هشام القناد ، قال : كنت أحمل المتاع من البصرة إلى الحسن بن علي وكان يماكسني فلعلي لا أقوم من عنده حتى يهب عامته ، ويقول : إن أبي حدثني إن رسول الله قال : المغبون لا محمود ولا مأجور .
    قال الإربلي : إن رجلا جاء إليه وسأله حاجة فقال له : يا هذا حق سؤالك يعظم لدي ، ومعرفتي بما يجب لك يكبر لدي ، ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله ، والكثير في ذات الله عزوجل قليل ، وما في ملكي وفاء لشكرك ، فإن قبلت الميسور ، ورفعت عني مؤنة الاحتفال والاهتمام بما أتكلفه من واجبك فعلت .
    فقال : يا ابن رسول الله أقبل القليل ، وأشكر العطية ، وأعذر على المنع ، فدعا الحسن بوكيله وجعل يحاسبه على نفقاته حتى استقصاها [ ف‍ ] - قال : هات الفاضل من الثلاثمائة ألف درهم فأحضر خمسين ألفا قال : فما فعل الخمسمائة دينار ؟ قال : [ هي ] عندي ، قال : أحضرها فأحضرها فدفع الدراهم والدنانير إلى الرجل وقال : هات من يحملها لك فأتاه حمالين ، فدفع الحسن إليه رداءه لكرى الحمالين ، فقال مواليه : والله ما عندنا درهم فقال : لكني أرجو أن يكون لي عند الله أجر عظيم .
    قال ابن شهر آشوب : ومن سخائه ما روي أنه سأل الحسن بن علي رجل فأعطاه خمسين ألف درهم وخمس مائة دينار ، وقال : ائت بحمال يحمل لك فأتي بحمال فأعطى طيلسانه فقال : هذا كرى الحمال . وجاءه بعض الأعراب فقال : أعطوه ما في الخزانة فوجد فيها عشرون ألف دينار فدفعها إلى الأعرابي فقال الأعرابي : يا مولاي إلا تركتني أبوح بحاجتي وأنشر مدحتي فأنشأ الحسن : نحن أناس نوالنا خضل * يرتع فيه الرجاء والأمل تجود قبل السؤال أنفسنا * خوفا على ماء وجه من يسل لو علم البحر فضل نائلنا * لغاض من بعد فيضه خجل .
    روى المجلسي عن كتاب العدد القوية إنه قال : قيل وقف رجل على الحسن بن علي ، فقال : يا بن أمير المؤمنين بالذي أنعم عليك بهذه النعمة التي ما تليها منه بشفيع منك إليه بل إنعاما منه عليك إلا ما أنصفتني من خصمي فإنه غشوم ظلوم لا يوقر الشيخ الكبير ولا يرحم الطفل الصغير وكان متكئا فاستوى جالسا وقال له : من خصمك حتى أنتصف لك منه ؟ فقال له : الفقر فأطرق ساعة ثم رفع رأسه إلى خادمه وقال له : أحضر ما عندك من موجود ، فأحضر خمسة آلاف درهم ، فقال : إدفعها إليه ثم قال له : بحق هذا الأقسام التي أقسمت بها علي متى أتاك خصمك جائرا إلا ما أتيتني منه متظلما .
    عن التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري : إنه قال : قال الحسن بن علي بن أبي طالب وقد حمل إليه رجل هدية فقال له : أيما أحب إليك ؟ أن أرد عليك بدلها عشرين ضعفا عشرين ألف درهم أو أفتح لك بابا من العلم تقهر فلانا الناصبي في قريتك تنقذ به ضعفاء أهل قريتك ؟ [ و ] إن أحسنت الاختيار جمعت لك الأمرين وإن أسأت الاختيار خيرتك لتأخذ أيهما شئت .
    فقال : يا بن رسول الله فثوابي في قهري لذلك الناصب واستنقاذي لأولئك الضعفاء من يده قدره عشرون ألف درهم ؟ قال : بل أكثر من الدنيا عشرين ألف ألف مرة .
    فقال : يا بن رسول الله فكيف أختار الأدون بل أختار الأفضل ، الكلمة التي أقهر بها عدو الله وأذوده عن أولياء الله ، فقال الحسن بن علي : قد أحسنت الاختيار وعلمه الكلمة وأعطاه عشرين ألف درهم ، فذهب فأفحم الرجل فاتصل خبره به فقال له إذ حضر : يا عبد الله ما ربح أحد مثل ربحك ولا اكتسب أحد من الأوداء مثل ما اكتسبت ، اكتسبت مودة الله أولا ، ومودة محمد وعلي ثانيا ، ومودة الطيبين من آلهما ثالثا ، ومودة ملائكة الله تعالى المقربين رابعا ، ومودة إخوانك المؤمنين خامسا ، واكتسبت بعدد كل مؤمن وكافر ما هو أفضل من الدنيا ألف مرة فهنيئا لك هنيئا .
    قال الراوندي : روى عن أبي بصير [ قال ] حدثني علي بن دراج عند الموت أنه دخل على أبي جعفر وقال : إن المختار إستعملني على بعض أعماله وأصبت مالا فذهب بعضه ، وأكلت وأعطيت بعضا ، فانا أحب أن تجعلني في حل من ذلك .
    قال : أنت منه في حل .
    فقلت : إن فلانا حدثني إنه سأل الحسن بن علي أن يقطعنا أرضا في الرجعة فقال له الحسن : أنا أصنع بك ما هو خير لك من ذلك : أضمن لك الجنة علي وعلى آبائي ، فهل كان هذا ؟ قال : نعم .
    فقلت لأبي جعفر عند ذلك : اضمن لي الجنة عليك وعلى آبائك كما ضمن الحسن لفلان ؟ قال : نعم .
    قال أبو بصير : حدثني هو بهذا ثم مات وما حدثت بهذا أحدا ، ثم خرجت ودخلت المدينة فدخلت على أبي جعفر ، فلما نظر إلي قال : مات علي ؟ قلت : نعم .
    قال : حدثك بكذا وكذا ، فلم يدع شيئا مما حدثني به عليا إلا حدثني به . فقلت : والله ما كان عندي حين حدثني هو بهذا أحد ، ولا خرج مني إلى أحد فمن أين علمت هذا ؟ فغمز فخذي بيده فقال : هيه هيه أسكت الآن .

    قال ابن أبي الحديد : روى أبو جعفر محمد بن حبيب إن الحسن أعطى شاعرا ، فقال له رجل من جلسائه : سبحان الله أتعطي شاعرا يعصي الرحمن ويقول البهتان فقال : يا عبد الله إن خير ما بذلت من مالك ما وقيت به عرضك وإن من ابتغاء الخير اتقاء الشر .

صفحة 1 من 6 123 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال