عن ابن عباس، عن النبي "صلى الله عليه وآله":

"من أراد أن ينظر إلى إبراهيم في حلمه، وإلى نوح في حكمه، وإلى يوسف في جماله، فلينظر إلى علي بن أبي طالب"
وفي حديث آخر عنه "صلى الله عليه وآله" ذكر فيه: أنه قد أعطى خصالاً: "صبراً كصبري، وحسناً كحسن يوسف"
وفي نص آخر: "حسنه كحسن يوسف"

وعن جابر، عن النبي "صلى الله عليه وآله":
"من أراد أن ينظر إلى.. وإلى يوسف في جماله".

صفاته عليه السلام ..

1- أبيض الوجه :

الصفة الأولى التي ألبسوها لعلي عليه السلام ..
أسمر وبعضهم قال انه آدم (والادمة تعني اما شدة البياض او السواد)
والرد :

عن أبي ذر: أن النبي "صلى الله عليه وآله" وصف علياً "عليه السلام"

بأنه: "كالشمس والقمر الساري، والكوكب الدري"

وقالوا أيضاً عنه "عليه السلام": كان "حسن الوجه، كأنَّ وجهه ليلة البدر حسناً"
وعن ابن عساكر قوله: وكان أحسن الناس وجهاً "

"كأن عنقه إبريق فضة"

ضحوك السن فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم

قال الأسود الدؤلي في جملة أبيات له:

إذا استقبلت وجه أبي تراب ... رأيت البدر حار الناظرينا

وذلك كله يشير إلى بياضه وصفائه.
وعن ابن عباس في وصف أمير المؤمنين "عليه السلام":
"يشبه القمر الباهر، والأسد الحادر، والفرات الزاخر، والربيع الباكر. أشبه من القمر ضوؤه وبهاؤه الخ.."
يقال: بهر القمر النجوم: غمرها بضوئه
ونلاحظ أن الاوصاف الحقيقة لا تنسجم مع كونه أسمراً
بل التشبه بنور القمر دلالة على البياض
وقولهم عنقه كإبريق فضة ..فهل الاسمر او الاسود يكون عنقه كالفضة لمعاناً !!!
والحقيقة أن ذلك ينسجم مع تفسير الأدمة بالبياض

يقال ـ كما حكاه ابن الأعرابي ـ: ما رأيته في أديم نهار، ولا سواد ليل

ويقال: ظل أديم النهار صائماً.

وسنرى: أن عمرو بن العاص هو الذي زعم أنه "عليه السلام" كان آدم شديد الأدمة، وإنما أراد به السواد. ولا نتوقع من عمرو وأمثاله إلا التحامل على علي "عليه السلام"، والسعي إلى إعطاء صورة بشعة له في جميع أحواله..

2- أنزع
صفة الأنزع البطين الواردة عن النبي الأكرم كمنقبة من مناقب علي عليه السلام
انام يراد بها حقيقة كما جاء في كل التفاسير

أنزع من الشرك وبطين من العلم
استخدم وصف (الأنزع البطين) في مقام المدح والثناء، واعتبرها الراوي من باب المناقب،
أيضاً وجدنا التدليس في صفة علي عليه السلام
فتارة يقال أنه أنزع وتارة أصلع وتارة أجلح مع الفارق والتناقض الواسع في هذه الصفات
والصحيح أنه عليه السلام أنزع كما وصفه الرسول الكريم صلوات الله عليه
وأنزع أي انحسر شعره عن جانبي جبهته
وهو من علائم الوسامة عند الرجل
و العرب تحب النزع و تتيمن بالأنزع، و تذم الغمم (و الغمم أن يسيل الشعر حتى يضيق الوجه والقفا) و تتشاءم بالأغم، و تزعم أن الأغم القفا و الجبين لا يكون إلا لئيما،
و منه قول هدبة بن خشرم:

و لا تنكحى إن فرق الدهر بيننا

أغم القفا و الوجه ليس بأنزعا


وأما صفة بطين (عريض البطن)

استغل البعض صفة البطين لتحريف الكلم عن موضعه
فجعلوه تارة عظيم البطن وتارة ضخم البطن ..
مع التناقض الظاهر بين صفة البطين وصفة المبطون
أما البطين على وزن فعيل في اللغة ، فهو صاحب البطن العريض، لا البطن المنتفخ
فذاك هو المبطون ذو البطنة الذي دعا عليه رسول الله قائلاً :"لاأشبع الله بطنه "
معاوية بن أبي سفيان.
والبطن العريض دلالة على قوة الجسم، وامتلائه، لا ترهّله. ومولانا أمير المؤمنين كان رجل حرب وبطولة وشجاعة، فكان طبيعيا أن يكون أنزعَ بطينا، لأن تلك هي صفات الأبطال وأصحّاء الجسم .
والحقيقة صفة البطين لازمته لانه امتلأ علما فلقب بالبطين، و أظهر بعضا و أبطن بعضا حسب ما اقتضاه علمه الذى عرف به الحق اليقين، و أما ما ظهر من علومه فأشهر من الصباح و أسير فى الآفاق عرف به الحق اليقين،
و أما ما بطن فقد قال: «بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية فى الطوى البعيدة ً
قد نظم بعض الشعراء هذا المعنى فقال:

من كان قد عرقته مدية دهره‏
و مرت له أخلاف سم منقع‏
فليعتصم بعرى الدعاء و يبتهل‏
بإمامة الهادى البطين الأنزع‏
نزعت عن الآثام طرا نفسه‏
ورعا فمن كالأنزع المتورع‏
و حوى العلوم عن النبى وراثة
فهو البطين لكل علم مودع

وقد ذكر عليه السلام في وصف سيماء الشيعة :

خمص البطون من الطوى، يبس الشفاه من الظما، عمش العيون من البكاء
فمن يكون ضخم البطن أو عظيمها لا يحسن أن يطلب من غيره أن يكون خميصاً
والخميص: هو ضامر البطن
ولا داعي أن نذكر تقشف مأكل أمير المؤمنين عليه السلام


وكان معاوية عظيم البطن أيضاً، فمن كلام لعلي "عليه السلام" لأصحابه:
أما أنه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم، مندحق البطن،
يأكل ما يجد، ويطلب ما لا يجد
ومعنى مندحق البطن: بارزها

وقد أصبح معاوية مضرب الأمثال في ذلك، قال الشاعر:


وصاحب لي بطنه كالهاوية ... كأن في أحشائه معاوية

3_ معتدل القامة


أيضاً اضطربت الروايات فيمن قال انه معتدل القامة ومن قال انه اقرب الى الطول ومنهم من قال اقرب الى القصر
ولكن الصحيح نأخذه من صاحب الصفة في وصف نفسه
فقال أمير المؤمنين "عليه السلام":
"إن الله تبارك وتعالى لم يخلقني طويلاً، ولم يخلقني قصيراً، ولكن خلقني معتدلاً، أضرب القصير فأقده، وأضرب الطويل فأقطّه"
واجتمعت الروايات على أنه كان ربعة القامة أي معتدلها
كرسول الله صلى الله عليه وآله

4 _واسع العينين
أغلب الروايات ذكرت أنه عليه السلام كان عظيم العينين واسعهما
قال العلامة، الشيخ عبد الرحمن الصفورى الشافعى:
"كان(ع) مربوع القامة، أدعج العينين عظيمهما، حسن الوجه كأن وجهه قمر ليلة البدر،" "

والصفة الاكثر تواتراً
أزج الحاجبين، أدعج العينين أنجل، تميل إلى الشهلة، كأن وجهه القمر ليلة البدر حسنا،

أزج :الزجج»: تقوس فى الحاجب مع طول فى طرفه و امتداده، و «الدعج» شدة السواد فى العين أو شدة سوادها فى شدة بياضها، والنجل: سعة العين، و «الشهلة» ـ بالضم ـ : أقل من الزرقة فى الحدقة و أحسن منه،


ومهما يكن من أمر، فإن السبب الأساس في إثارة هذا الجو المسموم في خصوص صفات علي "عليه السلام" هو: إعلان عمرو بن العاص عن تغيظه الشديد من شيوع وتناقل الناس أوصاف أمير المؤمنين الباهرة، ثم قدم نموذجاً لما يريد الأمويون أن يشيعوه عن علي "عليه السلام".
فقد قال ابن شهرآشوب: ابن إسحاق، وابن شهاب: أنه كتب حِلْيَة أمير المؤمنين "عليه السلام" عن ثبيت الخادم، فأخذها عمرو بن العاص، فزمَّ بأنفه، وقطعها، وكتب: "إن أبا تراب كان شديد الأدمة، عظيم البطن، حمش الساقين، ونحو ذلك" ولذا وقع الخلاف في حليته
وبذلك يكون عمرو بن العاص هو الذي أطلق حملة التجني على علي "عليه السلام"، حتى في الحديث عن صفاته البدنية، وتفنن علماء السوء والمتزلفون له ولغيره من أعداء علي "عليه السلام" في ابتداع الأساليب لتشويه الحقيقة، وإثارة الشبهات، وإشاعة الترهات

ونحن نقول
أطل ذات يوم علياً على رسول الله من نافذة المسجد فقال صلوات الله عليه :
"والله ماظننت إلا أن البدر قد أطل علي "
فان لم نرك في الدنيا ياعلي عسانا نراك في الجنة
ونحتار كما رسول الله صلى الله عليه وآله
فلانعرف أأنت أطللت علينا أم البدر قد أطل