عِنْدَمَا آتِيهِ فِي آذَارِك بِمَوْسِمِ الرُّعُودْ
تَنْتَابُنِي خَوَاطِرٌ بَأَنَّ الشَّمْسَ لَنْ تَعُودْ
وَ أَنَّ المَاءَ لَنْ يَنْبُعَ مِنَ الصَّخَرْ
وَ أَنَّ الحَقْلَ مَقْطُوعُ الوَرِيدْ
وَ لَنْ يُعَانِقُ المَطَرْ
وَ أَنّ العِيدَ لَنْ يَعُودْ
لِأَنَّهُ بِلَيْلِكِ فَتَرْ
تَوَشَّحِي رِدَاءَكِ المَصْنُوعُ مِنْ كِبَرْ
وَ جَلْجِلِي بِخَاطِرِي اهْزُوجَةَ السَّمَرْ
وَ وَزْعِي أَدْوَارَكِ وَسَطَ الرُّعُودِ وَ الحُفَرْ
فَمِفْصَلِي حَدِيدْ
يأنُّ مِنْ قَهَرْ
أُخَاطِبُ الشِّتَاء
يَا أَيُّهَا الشِّتاَء
يَا وَارِثَ الكِبَرْ
يَا مَنْ تَعِيشُ فِي حُرُوفِهِ الحُقُولْ
وَ تَضْحَكُ الشِفَاه لِلْحُصُولْ
عَلَى بَقَايَا مِنْ مَطَرْ
يَقْتَاتُهَا البَشَرْ
فَتُدْفَنُ السِيُولْ
//
أَحِسُّ أَنَّكِ تَأَتِينَ فِي الشِّتَاءْ
فَوْقَ غُيُومٍ تَرْكَبُ السَّمَاءْ
فَتَخْتَزِلُ بِجَوْفِهَا دِمَاءْ
وَ تَمْسَحُ الأَثَرْ
فَتُورِقِينَ فِي دَمِي بُكَاءْ
وَ تَنْبُتِينَ فِي فمِي كَدَرْ
أُخَاطِبُ المُرُوجَ فِي تِشْرِينَكِ لَعَلَّهًا تُجِيبْ
فَإِنَّ الصَّوْتَ فِي فَمِي فَتَرْ
إِنِّي تَعِبْتُ يَا أَبَا الخَصِيبْ
مِنْ هَكَذَا حَبِيبْ
يَبْعُدْ فِي دُنُوهِ كَيّ يَقْطِفَ الثَّمَرْ
يَجْتَثُ أَحْشَائِي وَ يُطْلِقَ الوَعِيدْ
بِأَنَّه سَيُحْرَقَ الشَجَرْ
أَحِسُ أَنَّنِي بِجَمْعِكِ وَحِيدْ
مُقَطَّعُ الوَرِيدْ
يَنْتَابُنِي الضَّجَرْ
شَيْطَانُك يَتُوبُ مِنْ دَمِي
وَ مِنْ دَمِي أَتُوبْ
أَقْتَاتُ مِنْ صَبْرِي وَ فِي صَدْرِي خُطُوبْ
تُصَارِعُ الزَّمَنْ
كَي تَمْسَحَ المِحَنْ
مِنْ لَوْحَةِ الشُعُوبْ
إِذْ تَسَاوَتْ فِي خُطُوبِهَا تَلْتَحِفُ الكَفَنْ
لِتَمْسَحَ الذُّنُوبْ
شَيْطَانُك يُخَاطِبُ الإلَه
يَا أَيُّهَا الإِلَه
يَا صَانِعَ القَدَرْ
تَغْفِرْ عَسَاكَ سَيْدِي وَ تُذْهَبَ الكُرُوبْ
لِمَنْ أَتَاكَ سَيِّدِي يَتُوبْ
يَقُولُ إِنَّنِي اغْوَيْتُه إِذَا كَفْرْ
يَقُولُ إِنَّنِي دَفَعْتُه
لِأَخلَاقِ العِتَاةِ وَ الغَجَرْ
فَأَنْفَكَّ مِنْ نُقَاطِهِ وَ مَارَسَ القَذَرْ
سَيِّدَتِي امْرَأَةَ الجَنُوبْ
يَا مَنْ تَعِيشُ فِي فَمِي
وَ فِي دَمِي تَذُوبْ
يَا مَنْ إِلَيْكَ مَلْجَئِي
إِذْ حَلَّ مِنْ دُوّنِكِ الهُرُوبْ
احْتَرْتُ فِي تَعَامُلِي كَيْفَ يَكُونُ مَوْطِنُ الشَّمْسِ
إِذَا هَمَّتْ إِلَى الغُرُوبْ
أَحْضَانُكِ سَيَّدَتِي
مَكَانِي المَرْغُوبْ
لِأَنَّكِ سَيِّدَةُ الجَنُوبْ
بقلمي
12/1/2014





رد مع اقتباس
