معجزاته  و معالي أموره و غرائب
 و معالي أموره و غرائب
إرجاعه روح الشامي إليه بعد موته
1 - أمالي الطوسي : ابن شبل ، عن ظفر بن حمدون ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن  محمد ابن سليمان ، عن أبيه قال : كان رجل من أهل الشام يختلف إلى أبي جعفر  وكان مركزه بالمدينة ، يختلف إلى مجلس أبي جعفر يقول له : يا محمد ألا تري  أني إنما أغشى مجلسك حياء مني منك ولا أقول إن أحدا في الأرض أبغض إلي منكم  أهل البيت ، وأعلم أن طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم  ولكن أراك رجلا فصيحا لك أدب وحسن لفظ ، فإنما اختلافي إليك لحسن أدبك  وكان أبو جعفر يقول له خيرا ويقول : لن تخفى على الله خافية ، فلم يلبث  الشامي إلا قليلا حتى مرض واشتد وجعه فلما ثقل دعا وليه وقال له : إذا أنت  مددت علي الثوب فائت محمد بن علي وسله أن يصلي علي ، وأعلمه أني أنا الذي  أمرتك بذلك ، قال : فلما أن كان في نصف الليل ظنوا أنه قد برد وسجوه ، فلما  أن أصبح الناس خرج وليه إلى المسجد ، فلما أن صلى محمد بن علي وتورك وكان  إذا صلى عقب في مجلسه ، قال له : يا أبا جعفر إن فلان الشامي قد هلك وهو  يسألك أن تصلي عليه ، فقال أبو جعفر : كلا إن بلاد الشام بلاد صرد والحجاز  بلاد حر ولهبها شديد ، فانطلق فلا تعجلن على صاحبك حتى آتيكم ، ثم قام من  مجلسه فأخذ وضوءا ثم عاد فصلى ركعتين ، ثم مد يده تلقاء وجهه ما شاء الله ،  ثم خر ساجدا حتى طلعت الشمس ، ثم نهض فانتهى إلى منزل الشامي فدخل عليه  فدعاه فأجابه ، ثم أجلسه وأسنده ودعا له بسويق فسقاه وقال لأهله : املؤا  جوفه وبردوا صدره بالطعام البارد ، ثم انصرف ع فلم يلبث إلا قليلا حتى عوفي الشامي فأتى أبا جعفر ، فقال :  أخلني فأخلاه فقال : أشهد أنك حجة الله على خلقه ، وبابه الذي يؤتي منه فمن  أتى من غيرك خاب وخسر وضل ضلالا بعيدا قال له أبو جعفر : وما بدا لك ؟ قال  : أشهد أني عهدت بروحي وعاينت بعيني فلم يتفاجأني إلا ومناد ينادي ، أسمعه  باذني ينادي وما أنا بالنائم : ردوا عليه روحه فقد سألنا ذلك محمد بن علي  فقال له أبو جعفر : أما علمت أن الله يحب العبد ويبغض عمله ، ويبغض العبد  ويحب عمله ؟ قال : فصار بعد ذلك من أصحاب أبي جعفر .
2 - بصائر الدرجات : علي بن خالد ، عن ابن يزيد ، عن عباس الوراق ، عن  عثمان ابن عيسى ، عن ابن مسكان ، عن ليث المرادي أنه حدثه ، عن سدير بحديث  فأتيته فقلت : إن ليثا المرادي حدثني عنك بحديث فقال : وما هو ؟ قلت : جعلت  فداك حديث اليماني قال : كنت عند أبي جعفر فمر بنا رجل من أهل اليمن فسأله  أبو جعفر عن اليمن ، فأقبل يحدث فقال له أبو جعفر : هل تعرف دار كذا وكذا ؟  قال : نعم ورأيتها قال : فقال له أبو جعفر : هل تعرف صخرة عندها في موضع  كذا وكذا ؟ قال : نعم ورأيتها فقال الرجل : ما رأيت رجلا أعرف بالبلاد منك ،  فلما قام الرجل قال لي أبو جعفر : يا أبا الفضل تلك الصخرة التي غضب موسى  فألقى الألواح فما ذهب من التوراة التقمته الصخرة فلما بعث الله رسوله أدته  إليه وهي عندنا .
3 - بصائر الدرجات : الحسن بن علي بن عبد الله ، عن ابن فضال ، عن داود بن  أبي يزيد عن بعض أصحابنا ، عن عمر بن حنظلة قال : قلت لأبي جعفر : إني أظن  أن لي عندك منزلة ؟ قال : أجل قال : قلت : فإن لي إليك حاجة قال : وما هي ؟  قلت : تعلمني الاسم الأعظم قال : وتطيقه ؟ قلت : نعم ، قال : فادخل البيت  قال : فدخل البيت فوضع أبو جعفر يده على الأرض فأظلم البيت ، فأرعدت فرائص  عمر فقال : ما تقول أعلمك ؟ فقال : لا ، قال : فرفع يده فرجع البيت كما كان  .
4 - بصائر الدرجات : محمد بن عيسى ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن  المختار ، عن أبي بصير قال : قدم بعض أصحاب أبي جعفر فقال لي : لا ترى  والله أبا جعفر أبدا قال : فلقفت صكا فأشهدت شهودا في الكتاب في غير إبان  الحج ، ثم إني خرجت إلى المدينة فاستأذنت على أبي جعفر فلما نظر إلي قال :  يا أبا بصير ما فعل الصك ؟ قال : قلت : جعلت فداك إن فلانا قال لي : والله  لا ترى أبا جعفر أبدا .
بيان : لقفه تناوله بسرعة .
5 - بصائر الدرجات : ابن يزيد ، عن الوشاء ، عن عبد الله ، عن موسى بن بكر ،  عن عبد الله بن عطا المكي ، قال : اشتقت إلى أبي جعفر وأنا بمكة فقدمت  المدينة ، وما قدمتها إلا شوقا إليه فأصابني تلك الليلة مطر وبرد شديد ،  فانتهيت إلى بابه نصف الليل فقلت : ما أطرقه هذه الساعة ، وأنتظر حتى أصبح ،  فاني لأفكر في ذلك إذ سمعته يقول : يا جارية افتحي الباب لابن عطا ، فقد  أصابه في هذه الليلة برد وأذى ، قال : فجاءت ففتحت الباب فدخلت عليه .
6 - بصائر الدرجات : عبد الله ، عن أحمد بن الحسين ، عن أحمد بن إبراهيم ،  عن علي ابن حسان ، عن عبد الرحمان بن كثير ، عن أبي عبد الله 

 قال : نزل أبو جعفر بواد فضرب خباه ، ثم خرج أبو جعفر بشئ حتى  انتهى إلى النخلة فحمد الله عندها بمحامد لم أسمع بمثلها ثم قال : أيتها  النخلة أطعمينا مما جعل الله فيك ، قال : فتساقط رطب أحمر وأصفر ، فأكل  ومعه أبو أمية الأنصاري ، فأكل منه ، فقال : هذه الآية فينا كالآية في مريم  إذ هزت إليها بجذع النخلة فتساقط عليها رطبا جنيا .
7 - بصائر الدرجات : محمد بن أحمد ، عن أحمد بن هلال ، ومحمد بن الحسين ،  عن الحسن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن أبي كهمس ، عن عبد الله بن عطا قال :  دخلت إلى مكة في الليل ففرغت من طوافي وسعيي ، وبقي علي ليل فقلت : أمضي  إلى أبي جعفر فأتحدث عنده بقية ليلي فجئت إلى الباب فقرعته فسمعت أبا جعفر  يقول : إن كان عبد الله بن عطا فأدخله ، قال : من هذا ؟ قلت : عبد الله بن  عطا قال : ادخل .
8 - بصائر الدرجات : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن مثنى الحناط ، عن  أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد الله وأبي جعفر فقلت لهما : أنتما ورثة  رسول الله قال : نعم ، قلت : فرسول الله وسلم وارث الأنبياء علم كلما علموا  ؟ فقال لي : نعم ، فقلت : أنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى ؟ وتبرؤا  الأكمه والأبرص ؟ فقال لي : نعم بإذن الله ثم قال : ادن مني يا أبا محمد ،  فمسح يده على عيني ووجهي فأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت ، وكل شئ في  الدار ، قال : أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس ، و عليك ما عليهم يوم  القيامة ، أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا ؟ قلت : أعود كما كنت قال :  فمسح على عيني فعدت كما كنت . قال علي : فحدثت به ابن أبي عمير فقال : أشهد  أن هذا حق كما أن النهار حق .
9 - بصائر الدرجات : إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد يرفعه قال : دخلت  حبابة الوالبية على أبي جعفر محمد بن علي قال : يا حبابة ما الذي أبطأ بك ؟  قالت : قلت : بياض عرض في مفرق رأسي ، كثرت له همومي فقال : يا حبابة  أرينيه قالت : فدنوت منه ، فوضع يده في مفرق رأسي ثم قال : أئتوا لها  بالمرأة فاتيت بالمرآة فنظرت فإذا شعر مفرق رأسي قد اسود ، فسررت بذلك وسر  أبو جعفر بسروري .
 
 
علمه بمنطق الورشان وزوجته
1 - بصائر الدرجات : أحمد بن محمد ، عن محمد بن الحسين ، عن  محمد بن علي ، عن علي بن محمد الحناط ، عن عاصم ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي  جعفر قال : كنت عنده يوما إذ وقع عليه زوج ورشان فهدلا هديلهما فرد عليهما  أبو جعفر كلامهما ساعة ، ثم نهضا فلما صارا على الحائط هدل الذكر على  الأنثى ساعة ثم نهضا فقلت : جعلت فداك ما حال الطير ؟ فقال : يا ابن مسلم  كل شئ خلقه الله من طير أو بهيمة أو شئ فيه روح ، هو أسمع لنا وأطوع من ابن  آدم ، إن هذا الورشان ظن بأنثاه ظن السوء فحلفت له ما فعلت فلم يقبل ،  فقالت : ترضى بمحمد بن علي ؟ فرضيا بي وأخبرته أنه لها ظالم فصدقها .
2 - مناقب ابن شهرآشوب : عن محمد بن مسلم مثله .
بيان : قال الفيروزآبادي : الهديل صوت الحمام أو خاص بوحشيها هدل يهدل .
3 - بصائر الدرجات : أحمد بن الحسين ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن علي بن حسان  عن عبد الرحمان بن كثير ، عن أبي عبد الله قال مر أبو جعفر بالهجين ومعه  أبو أمية الأنصاري زميله في محمله ، قال : فبينا هو كذلك إذا نظر إلى ورشان  في جانب المحمل معه فرفع أبو أمية يده ليذبه عنه فقال : يا أبا أمية إن  هذا طائر جاء يستجير بأهل البيت وإني دعوت الله فانصرفت عنه حية كانت تأتيه  كل سنة فتأكل فراخه .
 
علمه بمنطق الذب الذي شكا إليه  عسر ولادة زوجته
- الاختصاص بصائر  الدرجات : محمد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله ابن القاسم ،  عن هشام الجواليقي ، عن محمد بن مسلم قال : كنت مع أبي جعفر بين مكة  والمدينة وأنا أسير على حمار لي وهو على بغلته إذ أقبل ذئب من رأس الجبل  حتى انتهى إلى أبي جعفر ، فحبس البغلة ودنا الذئب حتى وضع يده على قربوس  السرج ومد عنقه إلى اذنه ، وأدنى أبو جعفر اذنه منه ساعة ، ثم قال : امض ،  فقد فعلت ، فرجع مهرولا ، قال : قلت : جعلت فداك لقد رأيت عجبا قال : وتدري  ما قلت ؟ قال : قلت : الله ورسوله وابن رسوله أعلم قال : إنه قال لي : يا  ابن رسول الله إن زوجتي في ذاك الجبل وقد تعسر عليها ولادتها فادع الله أن  يخلصها ولا يسلط أحدا من نسلي على أحد من شيعتكم ، قلت : فقد فعلت .
- مناقب ابن شهرآشوب : عن محمد بن مسلم مثله ، ثم قال : وقد روى الحسن بن  علي بن أبي حمزة في الدلالات هذا الخبر عن الصادق وزاد فيه أنه مر وسكن في  ضيعته شهرا ، فلما رجع فإذا هو بالذئب وزوجته وجرو عووا في وجه الصادق  فأجابهم بمثل عوائهم بكلام يشبهه ، ثم قال لنا : قد ولد له جرو ذكر ،  وكانوا يدعون الله لي ولكم بحسن الصحابة ، ودعوت لهم بمثل ما دعوا لي  وأمرتهم أن لا يؤذوا لي وليا ولا لأهل بيتي ففعلوا وضمنوا لي ذلك .
بيان : الجرو : صغير كل شئ ، وولد الكلب ، والأسد .
- الاختصاص * بصائر الدرجات : الحسن بن محمد بن سلمة ، عن محمد بن المثنى  عن أبيه ، عن عثمان بن زيد ، عن جابر ، عن أبي جعفر قال : دخلت عليه فشكوت  إليه الحاجة قال فقال : يا جابر ما عندنا درهم ، فلم ألبث أن دخل عليه  الكميت فقال له : جعلت فداك إن رأيت أن تأذن لي حتى أنشدك قصيدة ؟ قال :  فقال أنشد ، فأنشده قصيدة فقال : يا غلام أخرج من ذاك البيت بدرة فادفعها  إلى الكميت قال : فقال له : جعلت فداك إن رأيت أن تأذن لي أنشدك قصيدة أخرى  قال : أنشد فأنشده أخرى ، فقال : يا غلام أخرج من ذلك البيت بدرة فادفعها  إلى الكميت قال : فأخرج بدرة فدفعها إليه ، قال : فقال له : جعلت فداك إن  رأيت أن تأذن لي أنشدك ثالثة ، قال له : أنشد [ فأنشد ] فقال : يا غلام  أخرج من ذلك البيت بدرة فادفعها إليه قال : فأخرج بدرة فدفعها إليه ، فقال  الكميت : جعلت فداك والله ما أحبكم لغرض الدنيا ، وما أردت بذلك إلا صلة  رسول الله وما أوجب الله علي من الحق ، قال : فدعا له أبو جعفر ، ثم قال :  يا غلام ردها مكانها قال : فوجدت في نفسي وقلت : قال : ليس عندي درهم ،  وأمر للكميت بثلاثين ألف درهم قال : فقام الكميت وخرج ، قلت له : جعلت فداك  قلت : ليس عندي درهم ، وأمرت للكميت بثلاثين ألف درهم ! ! فقال لي : يا  جابر قم وادخل البيت ، قال : فقمت ودخلت البيت فلم أجد منه شيئا قال :  فخرجت إليه فقال لي : يا جابر ما سترنا عنكم أكثر مما أظهرنا لكم ، فقام  وأخذ بيدي وأدخلني البيت ثم قال : وضرب برجله الأرض فإذا شبيه بعنق البعير  قد خرجت من ذهب ، ثم قال لي : يا جابر انظر إلى هذا ولا تخبر به أحدا إلا  من تثق به من إخوانك إن الله أقدرنا على ما نريد ، ولو شئنا أن نسوق الأرض  بأزمتها لسقناها .
ثلاث البدر  التي أخرجت لكميت ولم يكن في البيت شيء
- بصائر الدرجات : أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن  أبيه ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، قال : سمعت أبا جعفر يقول : إن بالمدينة  رجلا قد أتى المكان الذي به ابن آدم فرآه معقولا ، معه عشرة موكلين به ،  يستقبلون به الشمس حيث ما دارت في الصيف ، يوقدون حوله النار ، فإذا كان  الشتاء صبوا عليه الماء البارد كلما هلك رجل من العشرة أقام أهل القرية  رجلا فيجعلونه مكانه ، فقال : يا عبد الله ما قصتك ؟ ولأي شئ ابتليت بهذا ؟  فقال : لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك ، إنك لأحمق الناس ،  أو أكيس الناس ، قال : فقلت لأبي جعفر : أيعذب في الآخرة ؟ قال : فقال :  ويجمع الله عليه عذاب الدنيا وعذاب الآخرة .
بيان : حكمه بأحد الامرين لان السؤال عن غرائب الأمور قد يكون لغاية  الكياسة ، وقد يكون لنهاية الحماقة .
- الاختصاص : الحجال ، عن اللؤلؤي ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن سدير  قال : قال أبو جعفر : يا أبا الفضل إني لأعرف رجلا من أهل المدينة أخذ قبل  مطلع الشمس وقبل مغربها إلى البقية الذين قال الله " ومن قوم موسى أمة  يهدون بالحق وبه يعدلون " لمشاجرة كانت فيما بينهم فأصلح فيما بينهم و رجع  ولم يقعد ، فمر بنطفكم فشرب منه ومر على بابك فدق عليك حلقة بابك ثم رجع  إلى منزله ولم يقعد .
- الاختصاص * بصائر الدرجات : علي بن إسماعيل ، عن محمد بن عمرو الزيات ،  عن أبيه عن ابن مسكان ، عن سدير الصيرفي قال : سمعت أبا جعفر يقول : إني لا  عرف رجلا من أهل المدينة أخذ قبل انطباق الأرض إلى الفئة التي قال الله في  كتابه " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " لمشاجرة كانت فيما  بينهم ، وأصلح بينهم ، ورجع ولم يقعد ، فمر بنطفكم فشرب منها يعني الفرات ،  ثم مر عليك يا أبا الفضل يقرع عليك بابك ، ومر برجل عليه مسوح معقل به  عشرة موكلون ، يستقبل في الصيف عين الشمس ، ويوقد حوله النيران ، ويدورون  به حذاء الشمس حيث دارت ، كلما مات من العشرة واحد أضاف إليه أهل القرية  واحدا الناس يموتون والعشرة لا ينقصون ، فمر به رجل فقال : ما قصتك ؟ قال  له الرجل : إن كنت عالما فما أعرفك بأمري ، ويقال : إنه ابن آدم القاتل .  وقال محمد بن مسلم وكان الرجل محمد بن علي .
بيان : قبل انطباق الأرض : أي عند انطباق بعض طبقات الأرض على بعض ليسرع  السير أو نحو انطباقها أو بسبب ذلك وقال الفيروزآبادي : النطفة بالضم الماء  الصافي قل أو كثر والجمع نطاف ونطف ، والنطفتان في الحديث بحر المشرق  والمغرب أو ماء الفرات وماء بحر جدة أو بحر الروم أو بحر الصين انتهى  والمسح بكسر الميم البلاس والجمع المسوح .
- الاختصاص * بصائر الدرجات : محمد بن الحسين ، عن البزنطي ، عن عبد الكريم  ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر قال : جاء أعرابي حتى قام على باب المسجد  فتوسم فرأى أبا جعفر ، فعقل ناقته ودخل وجثى على ركبتيه وعليه شملة ، فقال  أبو جعفر : من أين جئت يا أعرابي ؟ قال : جئت من أقصى البلدان قال أبو  جعفر : البلدان أوسع من ذاك ، فمن أين جئت ؟ قال : جئت من الأحقاف أحقاف  عاد ، قال : نعم فرأيت ثمة سدرة إذا مر التجار بها استظلوا بفيئها ؟ قال :  وما علمك جعلني الله فداك ؟ قال : هو عندنا في كتاب وأي شئ رأيت أيضا ؟ قال  : رأيت واديا مظلما فيه الهام والبوم لا يبصر قعره ، قال : وتدري ما ذاك  الوادي قال : لا والله ما أدري ، قال : ذاك برهوت فيه نسمة كل كافر ، ثم  قال : أين بلغت ؟ قال : فقطع بالأعرابي ، فقال : بلغت قوما جلوسا في  مجالسهم ، ليس لهم طعام ولا شراب ، إلا ألبان أغنامهم فهي طعامهم وشرابهم ،  ثم نظر إلى السماء فقال : اللهم العنه ، فقال له جلساؤه : من هو جعلنا  فداك ؟ قال : هو قابيل يعذب بحر الشمس وزمهرير البرد ، ثم جاءه رجل آخر ،  فقال له : رأيت جعفرا ؟ فقال الأعرابي : ومن جعفر هذا الذي يسأل عنه ؟  قالوا : ابنه قال : سبحان الله وما أعجب هذا الرجل يخبرنا عن خبر السماء  ولا يدري أين ابنه ! ؟ بيان : البلدان أوسع من ذاك : أي هي أكثر من أن تأتي  من أقصاه أو من أن يعين ويعرف بذلك ، والهام طائر من طير الليل وهو الصدى ،  قوله : فيه نسمة كل كافر أي يعذب فيها أرواحهم وسيأتي بيانها في كتاب  الجنائز ، وقوله : فقطع الأعرابي على المجهول أي بهت وسكت ، أو بالمعلوم أي  قطع ع كلامه وعلى التقديرين فاعل قال بعد ذلك هو أبو جعفر ع وبلغت بصيغة الخطاب وإنما سأل عن هذا القوم ليبين أن ابن آدم  يعذب في قريتهم ، ولذا قال بعد ذلك : اللهم العنه .
- الخرائج : روي عن أبي بصير قال : دخلت المسجد مع أبي جعفر والناس يدخلون  ويخرجون فقال لي : سل الناس هل يرونني ؟ فكل من لقيته قلت له : أرأيت أبا  جعفر ؟ يقول : لا ، وهو واقف حتى دخل أبو هارون المكفوف ، قال : سل هذا ،  فقلت : هل رأيت أبا جعفر ؟ فقال : أليس هو بقائم ، قال : وما علمك ؟ قال :  وكيف لا أعلم وهو نور ساطع ، قال : وسمعت يقول لرجل من أهل الإفريقية : ما  حال راشد ؟ قال : خلفته حيا صالحا يقرئك السلام قال : رحمه الله قال : مات ؟  قال : نعم قال : متى ؟ قال : بعد خروجك بيومين ، قال : والله ما مرض ولا  كان به علة ! قال : وإنما يموت من يموت من مرض وعلة ، قلت : من الرجل ؟ قال  : رجل لنا موال ولنا محب ثم قال : أترون أن ليس لنا معكم أعين ناظرة ،  وأسماع سامعة ، بئس ما رأيتم ، والله لا يخفى علينا شئ من أعمالكم ،  فاحضرونا جميعا و عودوا أنفسكم الخير ، وكونوا من أهله تعرفوا فإني بهذا  آمر ولدي وشيعتي .
بيان : فاحضرونا جميعا أي اعلموا أنا جميعا حاضرون عندكم بالعلم أو أحضروا  لدينا فعلى الأول على صيغة الأفعال وعلى الثاني على بناء المجرد .
حد الإمام  وأنه يعلم أسماء شيعته وأسماء أبائهم وقبائلهم
- الخرائج : روي عن الحلبي عن الصادق قال : دخل الناس على أبي  قالوا : ما حد الامام ؟ قال : حده عظيم ، إذا دخلتم عليه فوقروه وعظموه  وآمنوا بما جاء به من شئ ، وعليه أن يهديكم ، وفيه خصلة إذا دخلتم عليه لم  يقدر أحد أن يملا عينه منه إجلالا وهيبة لان رسول الله كذلك كان ، وكذلك  يكون الامام ، قال : فيعرف شيعته ؟ قال : نعم ساعة يراهم ، قالوا : فنحن لك  شيعة ؟ قال : نعم كلكم قالوا : أخبرنا بعلامة ذلك قال : أخبركم بأسمائكم  وأسماء آباءكم وقبائلكم ؟ قالوا : أخبرنا ، فأخبرهم ، قالوا : صدقت ، [ قال  : ] وأخبركم عما أردتم أن تسألوا عنه في قوله تعالى " كشجرة طيبة أصلها  ثابت وفرعها في السماء " نحن نعطي شيعتنا من نشاء من علمنا ، ثم قال :  يقنعكم ؟ قالوا : في دون هذا نقنع .
بيان : قوله : في قوله تعالى ، بيان لما أضمروا أن يسألوا عنه وقوله : نحن  نعطي تفسير للآية أي إنما عنانا بالشجرة وإيتاء الأكل كناية عن إفاضة العلم  كما مر في كتاب الإمامة .
ويحتمل أن يكون المراد أن الله تعالى أخبر عن حالنا هذه في تلك الآية فلم  يخبر بضميرهم أو أخبر ولم يذكر والأول أظهر ، ويؤيده بل يعينه ما سيأتي  نقلا عن المناقب .
 
 
قصة رجل شامي الذي أخفى ماله من  ولده
- الخرائج : روى أبو عتيبة قال : كنت عند أبي جعفر فدخل رجل  فقال : أنا من أهل الشام أتولاكم وأبرأ من عدوكم ، وأبي كان يتولى بني أمية  وكان له مال كثير ، ولم يكن له ولد غيري وكان مسكنه بالرملة وكان له جنينة  يتخلى فيها بنفسه ، فلما مات طلبت المال فلم أظفر به ، ولا أشك أنه دفنه  وأخفاه مني قال أبو جعفر : أفتحب أن تراه وتسأله أين موضع ماله ؟ قال : إي  والله إني لفقير محتاج ، فكتب أبو جعفر كتابا وختمه بخاتمه ، ثم قال :  انطلق بهذا الكتاب الليلة إلى البقيع حتى تتوسطه ، ثم تنادي : يا درجان يا  درجان ، فإنه يأتيك رجل معتم فادفع إليه كتابي ، وقل : أنا رسول محمد بن  علي بن الحسين فإنه يأتيك فاسئله عما بدا لك ، فأخذ الرجل الكتاب وانطلق .  قال أبو عتيبة : فلما كان من الغد أتيت أبا جعفر لأنظر ما حال الرجل فإذا  هو على الباب ينتظر أن يؤذن له ، فأذن له فدخلنا جميعا فقال الرجل : الله  يعلم عند من يضع العلم ، قد انطلقت البارحة ، وفعلت ما أمرت ، فأتاني الرجل  فقال : لا تبرح من موضعك حتى آتيك به ، فأتاني برجل أسود فقال : هذا أبوك  قلت : ما هو أبي قال : غيره اللهب ودخان الجحيم والعذاب الأليم ، قلت : أنت  أبي ؟ قال : نعم ، قلت : فما غيرك عن صورتك وهيئتك ؟ قال : يا بني كنت  أتولى بني أمية وأفضلهم على أهل بيت النبي بعد النبي فعذبني الله بذلك ،  وكنت أنت تتولاهم ، وكنت أبغضتك على ذلك وحرمتك مالي فزويته عنك ، وأنا  اليوم على ذلك من النادمين فانطلق يا بني إلى جنتي فاحفر تحت الزيتونة وخذ  المال مائة ألف درهم ، فادفع إلى محمد بن علي عليهما السلام خمسين ألفا  والباقي لك ، ثم قال : وأنا منطلق حتى آخذ المال وآتيك بمالك ، قال أبو  عتيبة : فلما كان من قابل سألت أبا جعفر ما فعل الرجل صاحب المال ؟ قال :  قد أتاني بخمسين ألف درهم ، فقضيت منها دينا كان علي ، وابتعت منها أرضا  بناحية خبير ، ووصلت منها أهل الحاجة من أهل بيتي .
بيان : جنينة أي مال يستره عني قال الفيروزآبادي : الجنين كل مستور وفي بعض  النسخ جنة وهو أظهر أي كان يتخلى في جنته وقد ظن أنه كان لدفن المال وعلى  الأول يحتمل أن يكون تصغير الجنة .
- الخرائج : روي عن عبد الله بن معاوية الجعفري قال : سأحدثكم بما سمعته  أذناي ورأته عيناي من أبي جعفر أنه كان على المدينة رجل من آل مروان وإنه  أرسل إلي يوما فأتيته وما عنده أحد من الناس ، فقال : يا معاوية إنما دعوتك  لثقتي بك ، وإني قد علمت أنه لا يبلغ عني غيرك ، فأجبت أن تلقى عميك محمد  بن علي وزيد بن الحسن وتقول لهما : يقول لكما الأمير لتكفان عما يبلغني  عنكما ، أو لتنكران ، فخرجت متوجها إلى أبي جعفر فاستقبلته متوجها إلى  المسجد فلما دنوت منه تبسم ضاحكا فقال : بعث إليك هذا الطاغية ودعاك و قال :  الق عميك فقل لهما كذا ؟ فقال : أخبرني أبو جعفر بمقالته كأنه كان حاضرا  ثم قال : يا ابن عم قد كفينا أمره بعد غد ، فإنه معزول ومنفي إلى بلاد مصر  والله ما أنا بساحر ولا كاهن ، ولكني اتيت وحدثت ، قال : فوالله ما أتى  عليه اليوم الثاني حتى ورد عليه عزله ونفيه إلى مصر وولى المدينة غيره .
بيان : لتنكران ، من أنكره إذا لم يعرفه ، كناية عن ايذائهما وعدم عرفان  حقهما وشرفهما ، أو بمعنى المناكرة بمعنى المحاربة ، والأظهر لتنكلان من  التنكيل بمعنى التعذيب قوله : اتيت على المجهول أي أتاني الخبر من عند الله  أو من آبائي بذلك .