| أعطى البرية َ إذ أعطاكَ باريها |
فهل يهنِّيك شعري أم يهنِّيها ؟ |
| أنت البرية ، فاهنأ، وهْيَ أَنت، فمَنْ |
دعاكَ يوماً لِتهنا فهْو داعيها |
| عيدُ السماءِ وعيدُ الأَرضِ بَينهما |
عيدُ الخلائِقِ قاصيها ودانيها |
| فباركَ اللهُ فيها يومَ مولدها |
ويوم يرجو بها الآمالَ راجيها |
| ويوم تُشرِقُ حوْل العرشِ صبيتُها |
كهالة ٍ زانتِ الدنيا دَراريها |
| إنّ العناية َ لمَّا جامَلَتْ وعَدَتْ |
ألا تكفَّ وأن تترى أياديها |
| بكلِّ عالٍ من الأنجالِ تحسبه |
من الفراقِدِ لو هَشَّتْ لرائيها |
| يقومُ بالعهدِ عن أوفى الجدودِ به |
عن والدٍ أَبلجِ الذِّمَّاتِ عاليها |
| ويأْخذُ المجدَ عن مصرٍ وصاحبها |
عنِ السَّراة ِ الأَعالي من مواليها |
| الناهضين على كرسيِّ سؤددها |
والقابضين على تاجيْ معاليها |
| والساهرين على النيلِ الحفيِّ بها |
وكأسها وحميَّاها وساقيها |
| مولايَ، للنفسِ أن تُبدي بشائِرَها |
بما رزقتَ، وأَن تهدي تهانيها |
| الشمسُ قدرهاً ، بلِ الجوزاءُ منزلة ً |
بل الثُّريَّا ، بل الدنيا وما فيها |
| أُمُّ البنينَ إذا الأَوطانُ أَعْوَزَها |
مدبِّرٌ حازمٌ أو قلَّ حاميها |
| منَ الإناثِ سوى أنّ الزمان لها |
عبدٌ، وأَنَّ الملا خُدّامُ ناديها |
| وأنها سرُّ عباسٍ وبضعتهُ |
فهْيَ الفضيلة ُ، ما لي لا أُسمِّيها؟! |
| أغزُّ يستقبلُ العصرُ السلامَ به |
وتشرقُ الأرضُ ما شاءتْ لياليها |
| عالي الأَريكة ِ بين الجالسين، له |
منَ المفاخر عاليها وغاليها |
| عباسُ، عِشْ لنفوسٍ أَنت طِلْبَتُها |
وأَنت كلُّ مُرادٍ من تناجيها |
| تبدي الرجاءَ وتدعوهُ ليصدقها |
والله أَصدق وعداً، وهْوَ كافيها |