السيد الشهيد الصدر رضوان الله تعالى عليه لم يحرم في يوم من الايام الانتماء الى حزب الدعوة الاسلامية , بل إنسحب السيد الشهيد من الحزب لفترة معينة ومحددة والغرض كان الحفاظ على الحزب من جهة وعلى الحوزة العلمية من جهة اخرى , وأخر وصية قالها السيد الشهيد ( برسالة بعثها الى سيد محمود الهاشمي ) اوصيكم بالدعوة خيرا , فإنها أمل الامة ,
ثم هناك نقطة ثانية لابأس بالتركيز عليها في هذا النقاش , تثبت للجميع ماهية علاقة السيد الشهيد بحزب الدعوة ,
حينما تم القبض على سيدنا الشهيد من قبل النظام البائد . حينها خيروه بين البقاء على قيد الحياة وعدم التعرض له في حال تنفيذه لثلاث مطالب ركز عليها البعثيين ,هي كالاتي
أولا , سحب الفتوة الشهيرة للسيد الشهيد بحرمة الانتماء الى حزب البعث
ثانيا . الطلب من السيد الشهيد الافتاء بحرمة الانتماء الى حزب الدعوة الاسلامية
فإذا كان السيد الشهيد لاعلاقة له بحزب الدعوة , وإذا كان رحمه الله قد أفتى فعلا بحرمة الانتماء لحزب الدعوة , فلماذا يطلب منه البعثيين طلبا هو موجود فعلا على أرض الواقع ؟؟؟؟؟
خلاصة الامر , إن حزب الدعوة الاسلامية كان ولايزال مستهدفا من قبل الكثير من الحركات والتيارات التي ستعلن إفلاسها إذا إستتب الامر للدعاة .
حزب الدعوة الاسلامية فيه من الصلابة الفكرية والايمانية ما تؤهله للوقوف بكل صلادة بوجه جميع الفتن والمؤمرات التي حيكت ولاتزال تحاك ضده . لان هذا الحزب تم بناءه على أسس صحيحة .
بالنسبة للتأسيس وعلاقة الحزب بالاخوان المسلمين ,, فأصل الموضوع يعود بنا الى بدايات التأسيس , وهي أيضا كالتالي
في خمسينيات القرن المنصرم , أصبح الاسلام فعلا غريبا في بلاد الرافدين , نظرا لإنتشار الفكر الاحمر بجميع مفاصل المجمتمع العراقي , حتى وصل الامر بقيام الشيوعيون في ( كربلاء ) بالاعتداء على المرجع الكبير السيد محسن الحكيم رحمه الله .
وكان الشارع العراقي بأغلبيته مع الفكر الشيوعي , أما الاسلاميين , فكانوا في سبات عظيم .
حينها تحرك ثلة من المؤمنين بإتجاه السيد الشهيد الصدر , لعلمهم بإن السيد الشهيد كان أيضا مثلهم يميل الى الاسلام الحركي , وليس الاسلام الخامل . ولأن الشارع العراقي كان بأغلبه منظم لأحزاب علمانية ويسارية , فإن الامر في هذه الحالة يتطلب حركات إسلامية منظمة ,
إستمرت اللقاءات بين هذه الثلة المؤمنة ( الشهيد عبد الصاحب دخيل والاستاذ صالح الاديب وغيرهم من المؤسسين ) وبين الشهيد الصدر . وكان رحمه الله متحمس جدا لفكرة إنشاء حزب إسلامي يستطيع التصدي للتنظيمات اليسارية , وايضا لغرض أسلمة الشارع العراقي إبتداء , ومن ثم إسلمة المجتمعات الاقليمية بصورة عامة , لان حزب الدعوة هو حزب أممي وليس حزب مناطقي فقط ..
بعد عدة جلسات , ودراسات مستفيضة , طلب السيد الشهيد الصدر من الشهيد أبو عصام _ عبد الصاحب دخيل _ وأيضا طلب من المرحوم صالح الاديب بجمع الانظمة الداخلية للاحزاب الاسلامية , لغرض الاطلاع على كيفية عمل هذه التنظيمات . ( وليس للعمل طبقا لأجندة هذه الاحزاب ) لان لم يكن حينها وجود لأي حزب إسلامي شيعي على الساحة . وهناك فرق واسع بين المعنيين . وفعلا قام هؤلاء الاخوة المؤمنين بجميع الانظمة الداخلية لحزب التحرير الاسلامي وأيضا لحزب الاخوان المسلمين , حينها قام السيد الشهيد الصدر بدراسة هذه الاحزاب , والتعرف عن قرب لماهية التنظيم الاسلامي , لغرض الخروج بنتائج تعينهم على وضع نظام داخلي لحزب إسلامي شيعي . وهذا ماحدث بالضبط .
بعدها قام السيد الشهيد الصدر بوضع النظام الداخلي لحزب الدعوة الاسلامية , وكان هو مرجع الحزب والمؤسس الفعلي له . وكان إجتماع تأسيس حزب الدعوة الاسلامية قد جرى في بيت السيد محسن الحكيم في محافظ كربلاء . وكان من ضمن الحضور المؤسس السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله , بالاضافة الى مجموعة من المؤسسين . رحم الله المتوفين وحفظ الباقين
وبقي حزب الدعوة الاسلامية يرتب أوضاعه بتنظيم منقطع النظير , الى أن استطاع أن يبني له قاعدة جماهيرية واسعة جدا , حينها إنتبه البعثيين وأزلامهم لنمو هذا الجسد الاسلامي , فبدأوا بمحاربة الدعاة , حتى وصل الامر الى إعتقال أعداء هائلة من طلبة الحوزة العلمية بالنجف بحجة الانتماء لحزب الدعوة , حيث إن البعثيين إرتأوها فرصة للقضاء على الحوزة العلمية من خلال إتهام أي طالب فيها بالانتماء لحزب الدعوة ,
هنا أصبح لزاما على السيد الشهيد بالخروج من الدعوة , والطلب من طلبة الحوزة بعدم الانتماء الظاهري للحزب , بغية الحفاظ على الحوزة العلمية , ونفس الامر قام به السيد محسن الحكيم رحمه الله , لكن السيد الشهيد بقي يجتمع بالدعاة بصورة مستمرة وبقيت علاقته بهم علاقة القائد المؤسس
أما بخصوص تهمة محاربة الحزب للشعائر الحسينية , فهذا هو الكذب والتدليس بعينه , ( وقد شاهد الجميع إنموذج من هذا الافتراء أثناء الحملة الانتخابية الاخيرة )
حزب الدعوة الاسلامية أول من أسس لمواكب الطلبة في العراق , هو من أدخل الشعائر الحسينية الى داخل الحرم الجامعي في العراق , وهو من كان ولايزال يجمع الالاف من ( أنصار الحسين ) في موكب عملاق من المؤمنين لغرض إحياء العزاء بمصيبة أبي الاحرار الامام الحسين عليه السلام .
الفرق بين شعائر حزب الدعوة الاسلامية , وبين شعائر الاخرين , إن الدعاة يريدون للشعائر أن تكون إنعكاس حقيقي لفكر وطريق أهل البيت عليهم السلام , وأن لاتتحول هذه الشعائر الى طقوس وتهريج بعيدة كل البعد عن قيم الامام الحسين عليه السلام
منقول من المسج من استاذي العم الكبير ابو المرتضى الساعدي





 
 
 
 
 رد مع اقتباس
  رد مع اقتباس 
