فالصلاة إما من وصل إما من الوصل ، فهم الذين وصلوا إلى مقام قربه ورضاه بما لا يمكن لأحد من المخلوقين سواهم ، واتصلوا به تعالى إلى أن صار قولهم قوله وحكمهم حكمه وأمرهم أمره وطاعتهم طاعته ومعصيتهم معصيته ومحبتهم محبته وبغضهم بغضه ، قال مولانا الصادق عليه السلام - لنا مع الله حالات هو فيها نحن ، ونحن فيها هو ، إلا أنه هو هو ونحن نحن -
وإما من الصلة فهم عطاء الله سبحانه وفيضه وكرمه وجوده وإحسانه إلى كل مخلوقاته من أنفسهم ومن غيرهم ، وهم النعم التي أنعم الله عز وجل - وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها - وقال عز وجل - وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة - فالنعم الظاهرة هو الإمام الظاهر المشهور ، والباطنة الإمام الغائب المستور عجل الله فرجه
وإما من الاتصال وهم عليهم السلام الذين يتبعون الحق عز وجل بحيث لا يذكر إلا يذكرون معه ، فعلى ساق العرش مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أمير المؤمنين ولي الله ، وعلى الكرسي مكتوب كذلك ، وعلى اللوح والقلم والسماوات السبع والأرضين السبع وما بينهما من المتولدات من المعادن والنباتات والحيوانات والليل والنهار والبراري والقفار والبحار والأنهار وكل شئ خلقه الجبار القهار كذلك ، فلا يذكر الله إلا ويذكرون معه لأنهم مع الله سبحانه كما في قوله تعالى - ولله يسجد من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ، يسبحون الليل والنهار لا يفترون - قال الصادق عليه السلام - والذين في السموات هم الملائكة ، والذين في الأرض هم الجن والإنس ، ونحن الذين عنده - فإذا كانوا عنده على المعنى الحق ، فيكون ذكرهم تالي ذكر الله وهم أيضا وجه الله ، فلا يذكرون إلا ويذكر الله سبحانه حين ذكرهم معه
أسرار العبادات من تأليفات البخر الزاخر والدر الفاخر فخر الأفاخر والأعاظم السيد كاظم الحسيني الحائري الرشتي أعلى الله مقامه





رد مع اقتباس