نَفَسُ الحُزن في قصة و سورة يوسف (عليه و أبيهِ و على نبينا و آله أفضل الصلاة و السلام) أساسي و لا يُمكِن الإحاطة بهذهِ القصة دونَ استشعارِ الحٌزنِ في كُلِّ نبأٍ من أنبائِها .
و الحزنُ رفيقُ رِحلةِ الإسلامِ منذُ خطيئةِ الإنسانِ الأولى ، و هوَ سِمةٌ لِقِصَصِ الأولياءِ و الأنبياءِ عُمومًا .
لعلَّ من كثيرِ ما يُلهَمُهُ المُتأمِّلُ لقصّةِ أخوةِ يوسفَ ، أبناءِ يعقوبَ ، أن أخطرَ المخاطِرِ على آخرةِ الإنسانِ هو تعلّقُهُ بالدُّنيا (أو عُلوقُهُ فيها) ، و هوَ رُبّما المُنطلقُ لمسالِكِ المهالِكِ ، فيسقي حُبُّ الدّنيا بذرَةَ الحسدِ في صدرِ الإنسانِ ، و يلجَأُ للكذِبِ طَمَعًا في الدُنيا ، و يستعينُ بالشيطانِ طَلَبًا لها ، و قَد يُعادي أولياءَ اللهِ في سبيلِها .
و هُوَ إذ يسلِكُ هذهِ المسالِكَ واهِمٌ بإمكانِ التوبةِ متى شاء ، فإذا عَلِقَ الإنسانُ بالدّنيا ، خَسِرَ الآخرة .
كما أنَّ آياتِ سورةِ يوسُف (عليهِ وأبيهِ الصلاة و السلام) أوضَحَتْ أن وليَّ اللهِ هو المُقدّرُ منَ اللهِ (عزَّ و جلَّ) لإخراجِ الإنسانِ مِن جرائِرِه و تطهيرهِ بالاستغفار ، كما فَعلَ النبيُّ يعقوبُ مع أبنائِه عندما استغفر لهُم .
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
( قَالُواْ يَٰٓأَبَانَا ٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَٰطِـِٔينَ (٩٧) قَالَ سَوۡفَ أَسۡتَغۡفِرُ لَكُمۡ رَبِّيٓۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ (٩٨))
- و اللهُ العالِمُ
فالسلامُ على يوسُفَ زمانِنا ، و حجةِ اللهِ علينا ، المُستغفرِ لنا و الراعي لنا .السلامُ على قلبِهِ الحزينِ ، الإمامِ المهديِّ عجّل اللهُ تعالى فَرَجَه.