نبوبولاصر الحسيني
تسمم عاطفي
بواسطة نبوبولاصر الحسيني, منذ 5 يوم عند 04:50 AM (373 المشاهدات)
كان في كل ليلةٍ يقفل جميع الأبواب،ويسدل الستائر على النوافذ والشبابيك،وينتبذ من أهلهِ مكانا يمارس فيه طقوس غرامهِ الصوفي،فيُطفئ الأنوار ويغمض عينيه ويسافر متلهفا لعيون المحبوبة،يسافر وهو يحمل في ذاكرتهِ صورها ونغمات صوتها وكل رسائلها الرقيقة،لم تكن المسافات البعيدة هي العائق الوحيد بينهما...بل مراحل وأعمار متناقضة،لكنّهُ ماذا عساه أن يفعل؟ لقد بلغ من الشوق ما يحرق به كوكبا كاملا،وفاضت من روحهِ أمنياتٌ قد تغرق فيها الأرض!! كان ذلك المتصوف يُصارع السهر بعزف سماوي يستفرغهُ من رأسهِ،ويتهجد بصلاةٍ يبدؤها بأغنيةٍ حزينةٍ ويُنهيها بشجونٍ وعتاب
صار يُكلم صورتها ويرسم على الجدران عيونها العسلية ثم وضع رأسهُ في تنورٍ طيني مُنطفئ وصرخ بكل ما يحملُ من حنين..أيكون الحب هكذا؟ أيفعل الغرام كل ذلك؟ كيف يمكن لصدري أن يحتضن المحبوب؟هل سوف أبقى أسيرا في هذا العذاب إلى يوم القيامة؟حتى اسيقظ كل من كان في المنزل فهرعوا إليه مسرعين،عندما رأوه في تلك الحالة قالوا له لماذا تصرخ هكذا لقد أفزعتَ الجميع؟ فلم يجد عذرا يخفي فيه ما كان يفعلهُ سوى إنه قال لهم: أنا كنتُ أصرخ لأنني أشعر بألم في بطني وذهب لغرفته صامتا!!!
**************