خريجين الهندسة والعلوم الهندسية الزراعية والطب البيطري والقانون
الصمت… الحكمة… والبصيرة: سلاح السيد السيستاني الأقوى من كل من صرخ في السياسة.
بواسطة أســــــــــــــد العراق, منذ أسبوع واحد عند 11:43 AM (15 المشاهدات)
الصمت… الحكمة… والبصيرة: سلاح السيد السيستاني الأقوى من كل من صرخ في السياسة.
في زمنٍ تعالت فيه الأصوات وازدحمت فيه المنابر بالشعارات، اختار السيد علي السيستاني أن يُجسّد نهجًا مختلفًا… نهجًا يقوم على الصمت الحكيم والبصيرة النافذة والابتعاد عن ضوضاء المصالح. فحين كانت الساحة السياسية في العراق تضج بالخطابات النارية والتصريحات المتضاربة، كان صوت السيستاني هادئًا، لكنه عميق الأثر، لا يُنطق به إلا حين تمسّ الحاجة.
ليست الحكمة في أن تكثر من الكلام، بل أن تقول الكلمة حين تُحدث الفرق، وهذا ما أتقنه السيستاني. لم يكن يومًا طرفًا في سلطة أو مرشحًا لمنصب، لكنه كان صمام الأمان، ومرجع الضمير الجمعي حين تاهت البوصلة، وتعثرت الأقدام.
من فتاوى الجهاد الكفائي التي حمت العراق من السقوط، إلى مواقفه الصريحة ضد الفساد، إلى دعواته المتكررة لحفظ الدم العراقي، ظلّ السيد السيستاني في موقعه المرجعي الروحي لا السياسي، لكنه كان أقوى أثرًا من كثيرٍ من أولئك الذين مارسوا السياسة بلا بصيرة.
في مقابل ذلك، أثبتت التجربة أن كثيرًا ممن دخلوا المعترك السياسي تحت شعارات رنانة، لم يقدموا للعراق سوى التراجع والانقسام. فشتان بين من يُغريه المنصب، ومن تُثقل كاهله مسؤولية الناس.
إن الصمت الذي اختاره السيد السيستاني لم يكن يومًا ضعفًا، بل كان موقفًا، وصموده لم يكن صمت العاجز، بل حنكة الحكيم، وغيابه عن الساحة الإعلامية لم يكن تراجعًا، بل ارتقاءً فوق العبث.
وهكذا... تبيّن أن الحكمة والبصيرة والاتزان في المواقف، هي السلاح الأقوى، لا الميكروفونات العالية ولا الكراسي المتأرجحة. فالمواقف تُقاس بالنتائج، والبصيرة تُعرف عندما تتكشّف الغيوم، والسياسة الناجحة ليست في كثرة الظهور، بل في صدق التأثير