آيار 25 2019

قصيدة بحث وترجمة مهمة جداً حول قصيدة من عالم الحزن والشجن - ناصر البدري

بحث وترجمة مهمة جداً حول قصيدة من عالم الحزن والشجن
ناصر البدري

‏‎ (( ضحك ساعة ))
أحد النصوص المتمردة!
يحمل مدنًا من الحرمان والحزن السومري،
‏‎أتسائل عن كمية الدموع التي ذرفها الشاعر، هل كان
‏‎الشاعر يخاطب الرب وينتظر الرد؟!
لا ليس هنالك رد
‏‎لأنه ليس موسى النبي!
الرب يسمع و أظنه يتألم!
‏‎على كل حال دعونا نذهب إلى القصيدة.

‏‎"نمشي ويــ الدهر دخان
‏‎ محد يـعرف أشـبيـنه
‏‎ضعنـه!
‏‎ولا يـصح نـادر
‏‎يدلـينه علـه أسامـينه"

‏‎من هنا كانت انطلاقة الحديث حيث الواقع المرير الذي نحن به، مُذ جئنا إلى هذه الدنيا لم نجد أحدًا يبالي بنا بسبب الحقد، الحرب، القتل، الجوع، الضياع.. و حتى أسماؤنا أختفت!

‏‎"متـوازيـن
‏‎نتوسل سـمه البـيبان
‏‎حته الغـربه ضلت ما تلفـيـنه"

‏‎هنا المصيبة يأخذنا الشاعر الى ما بعد اليأس من طرق أبواب الذين تسلطوا علينا، الذين تسببوا لنا بالألم
الذين سرقوا ثرواتنا
‏‎إلى الغرباء نستجدي نتوسل على أبوابهم
لكن يأتي الرد مصحوبًا بالإهانة و الطرد!
يقولون:
نحن لا نعطي الجبناء!
نعم جبناء نحن الذين صمتنا حين رأينا من يفترض أن يكون الحارس أصبح يسرق منا في وضح النهار.

‏‎"مليـنـه
‏‎يـذاك الفـوك مليـنـه
‏‎شوف التعب
‏‎شمسوي بــملامحنه
‏‎واحدنـه
‏‎مسيـة أرمـاد
‏‎بخـزرة هوه يتكسر"

‏‎هنا يعاتب الرب، عتابًا مصحوبًا بالبكاء و التذمر..
‏‎يخبر الرب:
أنظر ألا ترى التعب كيف تجرأ أن يُغيّر الملامح التي خلقتنا بها! لما أنت ساكت؟!
لقد أصبحنا كالرماد لا نحتاج إلى عاصفة بل بمجرد أن يهب القليل من الهواء لا تجد أحدنا!

‏‎"ضاگـت ياچـبير الغـيم
‏‎هظيمه يمشط العاگول يـم مراية العنبر"

‏‎هنا العتاب بلغة الصراخ!
‏‎كيف يرضيك ذلك ايها الواحد الأحد؟!

‏‎"ماضل للـعذر شـفه
‏‎شمسويـن
‏‎حتـه تـسد دكـاكيـنك
‏‎گـنالك أخذ صوغـة خـواطـرنـه
‏‎وبـيع الـنه ولـو حسبة ضحك ساعه"

‏‎هنا يقصد لا ينفع العذر..
ماذا فعلنا؟!
لم نطلب شيئًا بالمجان، و لم نطلب سوى أن تعود لنا الإبتسامة لساعة ساعة واحدة لم نطلب الكثير أيها الرب لم نطلب الكثير
ألا يكفي البكاء؟!
‏ألا نستحق أن نبتسم؟!
‏أيها الرب أجبنا.

‏‎"عطشانيـن
‏‎أجيـنه من الشمس حفـاي
‏‎مانـدري
‏‎الجرف مكتـول
‏‎والمحبـس بـجيب الري
‏‎ولانـدري
‏‎الصحاري اگبـور
‏‎متروسـه جثـث للـفي"
‏‎ هنا حتى الرب تألم!
لقد ذكّرهُ الشاعر بمصيبةِ قتل الحسين الشهيد "ع"
‏‎ أتخيل الشاعر يصرخ:
‏‎أيها الرب من نحن حتى تجيبنا؟!
أنت لم تجب ابن بنت نبيك؟
ألم يكن ابن بنت حبيبك؟! ألم يكن يستغيث
" لا هل من ناصرٍ ‏‎ينصرنا"
‏‎لمَ لم تفعل شيئًا حين منعوا عنه الماء؟
ألم تستطع أن تُنزّل المطر؟!
‏‎أخبرني أيها الرب كيف كان شعورك حين قطّعوه و أصحابه و أهل بيته، حين أحرقوا خيامه، حين أخذوا عياله سبايا؟!


‏‎"لگـينه الدنيـه
‏‎سـوك حظوظ
‏‎والميت دفن گلـبه
‏‎ورجـع خطار ويـه الـحي"
‏‎ هنا لا أفهم ما يقول ربما يخبر الرب إن الناس قد ماتت قلوبها.

‏‎"المن بعد نتـمنـه
‏‎أشـو صارت القسمه ألـوان
‏‎نـاس أنتـرس خدها أوداع
‏‎نـاس مـرافگـه النـعـناع
‏‎نـاس تهـفي للـتيـجان
‏‎واحنه تـگول جـف أمـراد
‏‎گضتـنه مـرادم الحيطان"
‏‎هنا يصرخ الشاعر، لا حاجة للتمني، القسمة باطلة
باطلة!

‏‎"شفنـه أوجـوه
‏‎مايسـوالـهن ضحكه
‏‎ويـوميـه بـحضنـها يبـات تـاج الحـور"
‏‎لماذا أيها العادل لماذا؟!
أين العدالة؟

‏‎"تـضل الـياوكـت معـذور
‏‎يـراعي الصـّــور
‏‎أنـطي الصـّــور لــ سـرافيـل
‏‎خـل يـنفـخ نـريد نـمـوت"
‏‎إلى متى؟!
نحن لا نستطيع أن نخلق الأعذار بإستمرار..
لا نريد
هذه الحياة لمَ ترغمنا عليها؟!
اعْطِ الأمر للملك الذي هو مكلف
بنهايةِ الحياة اعْطه الأمر أيها الرب لقد سئمنا.

"حـزنـه
شـراع مـتسـودن
يـفتر زفـه ويـه النـوك
واحـنه أعله الذنـب نيشان

المن لـبستـنه ثـيـاب
كـون أدم نـزل عــريـان !
سحـك
تاريـخنـه الدفـان"

"شما يـلمع نحر عريس
يوگفـله الظلام أرماح
شما نـقنع هـوانـه يتـوب
تنشـگ ريـة التفاح "

هنا يعود الشاعر ليذكرنا بواقعة الطف..
يُشبّه حزن السبايا بالشراع الهائج بسبب فرح الأعداء،
و رؤية رؤوس الأحبة فوق الرماح.
ثم يعود يتسائل بتذمر لما ألبستنا الثياب؟
ألم تُنَزل أبانا آدم إلى الارضِ دون ثياب؟
هذا القتيل ليس آدم حتى يعود إليك كما نزل؟!
لمَ أيها الرب كلما نصعت رقبة أحدنا بياضًا نجد ظلام الرماح يحيطها؟!
أتذكرنا بالتفاحةِ، ألست أنت الغفّار؟
لمَ لا تصفح عن آدم؟ لا نطلب الصفح عنه!
لكن لا تعاقبنا بسببه أرجوك كف عنا.


"بعد مايـلحگ الها أهـلال
سامحنـه يــ المعزب
هذوله احنه بمظيـف عيونك مدنگيـن
ولا واحد حضـه بـحلمه
آشـنحط لــ مرورة المغرب
عدنـه اگلـوب ما تسـتاهل اللچمه"

لا أظن أيها الإله أننا سنعيش أكثر
لا نستطيع إنتظار الهلال القادم..
سامحنا لقد مللنا ونحن ننتظر!
انتظرنا طويلًا و نحن في ضيافتك لكن لم نحصل على ما نريد..
ننتظر منذ الصباح حتى المساء لعل الحال يتغيّر..
لكن نتفاجأ لا شيء يحدث سوى الألم لقلوبنا التي لا تستحق الالم.


"دورلنـه فجر نشـمي
يرد حـوبة لـيالـينه
ومر عله الـنوارس ذيـچ
نشـها بـطرف نـفنوفك
بلكت تفـحط من الشوك
وتـحط بـشواطيـنـه"

أزلْ عنا عذاب الليالي بفجرٍ جديد و مشرق
نستحق ذلك و هو ليس بالمجان لقد دفعنا الثمن..
و لا نريد سوى الإبتسامة سئمنا من البحث عنها.
أنت وحدك القادر على عودتها بوسعك أن تجعلها تشتاق لنا كما نحن نشتاق إليها.

أتسمع أيها الرب؟ أنا أعلم إنك تسمع.. أرجوك لا تغضب منا، خلصنا أيها المخلص أو جد لنا حلًا.

قصيدة تاج الحـور
للشاعر المبدع ناصر البدري

الكاتب
-فارس شمخي
إضافة قصيدة