شباط 13 2018

قصيدة السجون - ابو قاسم الملا

السجون
ابو قاسم الملا

سأبكـي وأبكـي وأُعـلِـن شـجونـيْ
وأُطـلِـقُ هـمّـيْ لِـمـنـفـىٰ عـيـونــيْ

ضـجـيـجٌ بـقـلــبـي أنــيـنٌ عــويـلُ
صُـراخُ جِـراحـيْ وحـزنـي الطويلُ
فَسـجـنٌ فُـؤاديْ ودمـعــيْ عـمـيلُ
وجـلادُ سِـجـنــيْ لَـصـبـراً جـمـيـلُ
يُـغـلُ بِـقَـلـبـيْ ضـحـايـا سـنـيـنــيْ

بـقـلـبـيْ سـجـيـنـاً يُسـمّـى جــراحُ
أســـيـراً ذلـيلاً بِـهِ قــدْ أطــاحــوا
يَـإِنُ بِـصـمـتٍ وأُخــــرىٰ صـــيـاحُ
ويـــجَـلـدُ ظُــلماً فــهـٰذا مُـــــبــاحُ
وصـبـريْ يـقـومُ بـجـلـدِ الـسجـينِ

وحُــزنـاً مُـكـبـلْ بِـجَـنـبِ الـعـــنـاءِ
بـأصـفـادِ ضِـحـكٍ ودَعـوىٰ الرخاءِ
عَـــلـيـلٌ يُــــداوىٰ بــــــسُــمٍ وداءِ
ويُـمـنـعْ دمــوعاً وفـيـهـا الـشـفاءِ
سـيـبـقىٰ أسـيراً لـرهـنِ الـجـفـونِ

بـسـجـــنـي يـتـيـمـاً بإسـمِ الغرامِ
تـنــاسـاهُ صـبـريْ بــذاكَ الـظـلامِ
تـلاشــىٰ بـهــجـرٍ ومــنـعِ الـكــلامِ
ولـمْ يـبـقــىٰ مِـنـهُ رُفـاتَ العِظامِ
فـماتـتْ جــذوعٌ وذابـتْ غُصونِ

وصــبـريْ يَـزيـدُ لـتـلكَ الـمئآسيْ
فـكم مـن أســيرٍ بقلـبي يُقاســيْ
لـذا قـامَ عقلـي بـأمـرٍ سـيـاسـيْ
أتـىٰ فـي قـرارٍ وحُـكـمٍ رئـاسـيْ
بفتحِ السـجونِ وهدمِ الحُصونِ

فـأطـلـقـت هـمّـيْ وصـارَ دمـوعُ
تـزاحـمْ بـبابِ عـيـونـي جـُـمـوعُ
جــروحـاً وحـزنـاً وحــبـاً هـلـوعُ
وضجتْ وأطفتْ لصبري شموعُ
سـأبـكـي وأبـكـي لـحينِ الـمنونِ
وأُطـلِـقُ هـمّـيْ لِـمـنـفـىٰ عـيـونــيْ

ابو قاسم الملا
إضافة قصيدة