شاعر الدم
الوقتُ يخنقهُ الفِراقُ بصبر حنجرة الشموع
والقلبُ تنزعُ جلدَهُ الآهاتُ في ليلٍ ينامُ على سكاكينِ الدموع
ومآذن الأحلامِ تَفترِشُ الأنينَ على ضفافِ الإنتظارْ
وَتشمُّ رائحةَ ألقُبورِ
وفي العِيونِ خَواطرَ الكلماتِ يَحرِقُها الخشوعْ
والسُحبُ حُبلى بمَواويلِ الأراملِ والرَصاصْ
وأتى المخاضُ فما تَساقطَ غيرُ أيتامٍ وجوعْ
وكأنَّ أرواحَ المَغِيبِ تشقُّ أمواجَ الغُمامْ
فلاحَ شيءٌ في عيونِ اللَيلِ كالبَرقِ المُغمّسِ بالذنُوبْ
جَسدٌ على جسرِ السماءِ تَنثُ أعينهُ سلامْ
مُلقى وأسئلةُ الضميرِ لُعابُ نارٍ فوقَ مِقصلةِ الضلوعْ
دارتْ عليه ثَعالبٌ،فتيممتْ بتُرابِ خديهِ
وَصلّتْ فوقَ مِخصَرهِ الدروعْ
وإلى الإلَهِ جذُورُ قلبِهِ تَقذفُ الأطفالَ...ثم
الأرضُ تَشهَقُ يسقِطونَ على مَساميرِ الهِلوعْ
فالشَرقُ أخفَى مُقلتيهِ وراحَ يهجرُ بالكَلامْ
والغَربُ فَجّرَ وجهَكَ الأبدي وأفتعل السَلامْ
حتى إذا سقطَ النِظامْ
وَطيفُكَ المَخنوقُ قامْ
وَمُدَّ صوتٌ من فؤادِكَ للسماءِ
فَردَّ يَنزفُ بالردى وَيَجرُّ أمعاءَ الظلامْ
يا جسمُ ما مَلكتْ عِيونُ الأرضِ فيكَ سوى النَدامةْ
وأخالُ أني قد رأيتُ بجُرحهِ إنفَجرتْ فَوانيسُ القِيامةْ
فَنمْ قَريرَ الجُرحِ إنَّ غدا لناظرهِ فراقْ
وإذا تَجمهرتِ الرِفاقْ
من كُلِ جُحرٍ أو زُقاقْ
وتَسرّبَ الخَلقُ المُغلفُ بالنِفاقْ
كأنَّ أعيُنَهم تُساورني تَنحّى
لنرى جَسدا سيُقتلُ دونَ راقْ
وما رأيتُ إذ رأيتُ إنه جسدُ العراقْ
فَتهِبُّ عاصِفةُ القِتالِ كَشَهقةٍ صَرَختْ بِحُنجرةِ الغَريقْ
نَفَشتْ سَلاسلَ شَعرِها
فَتَمزقتْ صُورُ الأزقةِ.... والبريقُ
مع الرؤوسِ يَسِيلُ من أنيابها ودمُ الشوارعِ والحَريقْ
وَصدى بَساطيلِ الرقيقْ
يدسُّ في رِئةِ المَدينةِ قَيءَ قُنبلةٍ وطاعونا وضيقْ
فهلْ نَموتْ؟
وفالنموت
لأنَ أعيُنَنا كأثداءٍ ومن فرطِ السكوتِ تَعلّقتْ
بضفائر (الهمر) التي رَقَصتّ على شَفَةِ الطَريقْ
وكأنَّ أغنية البَنادقِ تَشتلُ الإعصارَ في وَجعِ البطونْ
وتمصُّ أحلامَ الحَدائقِ من مَساماتِ العيونْ
والذُلُّ يغتصبُ الكَرامةَ بينَ أروقةِ السجونْ
حتى زغاريدُ النساءِ نَذيرُ عُرسٍ للمنونْ
فكلُ جسرٍ يَسلخونهُ في العراقِ ولم يظلّْ سوى الحديدْ
وكلُ بيتٍ في العراقِ تراهُ يرعشُ كالذي من عنقهِ قَطَعوا الوَريدْ
والنَهرُ والأشجارُ والهَورُ المُجففُ والجليدْ
مهددونَ،وَصوتُ مِكنسةِ الضياعِ يَفكُّ أجفانَ الوعيدْ
وَأنتَ شاعرُ ياعراقْ
ماذا دهاكَ زَحِفتَ عن أوزانِ حظِكَ للوَهَمْ
وصُرتَ ترسمَ جُرحَكَ المفتُوقَ طِفلاً يذبحونَهُ بالقَلمْ
وَبكلِ قافيةٍ عروسُ،تشقُ من فُستانِها كَفناً لخَاطِرَةِ النَدمْ
فَمن لهُ خبرٌ بذَنبِكَ إذ وَقَفتَ على المَنَصّةْ
ومن يحسُّ بحَيرَةِ الشِعرِ التي
تركتْ برأسِكَ خِنجَرا من كلِ عنوانٍ وقصةْ
فأنتُ في الوجعِ القديمْ
وأنا المباركُ في عَذابي عندما وَصلَ الجَحيمْ
فالحربُ أولى في بلادي من سِواها،والرصِيفْ
حتى الرصيفِ له ثوابٌ فهو يَحتضِنُ اليتيمْ
*********
الوقتُ يخنقهُ الفِراقُ بصبر حنجرة الشموع
والقلبُ تنزعُ جلدَهُ الآهاتُ في ليلٍ ينامُ على سكاكينِ الدموع
ومآذن الأحلامِ تَفترِشُ الأنينَ على ضفافِ الإنتظارْ
وَتشمُّ رائحةَ ألقُبورِ
وفي العِيونِ خَواطرَ الكلماتِ يَحرِقُها الخشوعْ
والسُحبُ حُبلى بمَواويلِ الأراملِ والرَصاصْ
وأتى المخاضُ فما تَساقطَ غيرُ أيتامٍ وجوعْ
وكأنَّ أرواحَ المَغِيبِ تشقُّ أمواجَ الغُمامْ
فلاحَ شيءٌ في عيونِ اللَيلِ كالبَرقِ المُغمّسِ بالذنُوبْ
جَسدٌ على جسرِ السماءِ تَنثُ أعينهُ سلامْ
مُلقى وأسئلةُ الضميرِ لُعابُ نارٍ فوقَ مِقصلةِ الضلوعْ
دارتْ عليه ثَعالبٌ،فتيممتْ بتُرابِ خديهِ
وَصلّتْ فوقَ مِخصَرهِ الدروعْ
وإلى الإلَهِ جذُورُ قلبِهِ تَقذفُ الأطفالَ...ثم
الأرضُ تَشهَقُ يسقِطونَ على مَساميرِ الهِلوعْ
فالشَرقُ أخفَى مُقلتيهِ وراحَ يهجرُ بالكَلامْ
والغَربُ فَجّرَ وجهَكَ الأبدي وأفتعل السَلامْ
حتى إذا سقطَ النِظامْ
وَطيفُكَ المَخنوقُ قامْ
وَمُدَّ صوتٌ من فؤادِكَ للسماءِ
فَردَّ يَنزفُ بالردى وَيَجرُّ أمعاءَ الظلامْ
يا جسمُ ما مَلكتْ عِيونُ الأرضِ فيكَ سوى النَدامةْ
وأخالُ أني قد رأيتُ بجُرحهِ إنفَجرتْ فَوانيسُ القِيامةْ
فَنمْ قَريرَ الجُرحِ إنَّ غدا لناظرهِ فراقْ
وإذا تَجمهرتِ الرِفاقْ
من كُلِ جُحرٍ أو زُقاقْ
وتَسرّبَ الخَلقُ المُغلفُ بالنِفاقْ
كأنَّ أعيُنَهم تُساورني تَنحّى
لنرى جَسدا سيُقتلُ دونَ راقْ
وما رأيتُ إذ رأيتُ إنه جسدُ العراقْ
فَتهِبُّ عاصِفةُ القِتالِ كَشَهقةٍ صَرَختْ بِحُنجرةِ الغَريقْ
نَفَشتْ سَلاسلَ شَعرِها
فَتَمزقتْ صُورُ الأزقةِ.... والبريقُ
مع الرؤوسِ يَسِيلُ من أنيابها ودمُ الشوارعِ والحَريقْ
وَصدى بَساطيلِ الرقيقْ
يدسُّ في رِئةِ المَدينةِ قَيءَ قُنبلةٍ وطاعونا وضيقْ
فهلْ نَموتْ؟
وفالنموت
لأنَ أعيُنَنا كأثداءٍ ومن فرطِ السكوتِ تَعلّقتْ
بضفائر (الهمر) التي رَقَصتّ على شَفَةِ الطَريقْ
وكأنَّ أغنية البَنادقِ تَشتلُ الإعصارَ في وَجعِ البطونْ
وتمصُّ أحلامَ الحَدائقِ من مَساماتِ العيونْ
والذُلُّ يغتصبُ الكَرامةَ بينَ أروقةِ السجونْ
حتى زغاريدُ النساءِ نَذيرُ عُرسٍ للمنونْ
فكلُ جسرٍ يَسلخونهُ في العراقِ ولم يظلّْ سوى الحديدْ
وكلُ بيتٍ في العراقِ تراهُ يرعشُ كالذي من عنقهِ قَطَعوا الوَريدْ
والنَهرُ والأشجارُ والهَورُ المُجففُ والجليدْ
مهددونَ،وَصوتُ مِكنسةِ الضياعِ يَفكُّ أجفانَ الوعيدْ
وَأنتَ شاعرُ ياعراقْ
ماذا دهاكَ زَحِفتَ عن أوزانِ حظِكَ للوَهَمْ
وصُرتَ ترسمَ جُرحَكَ المفتُوقَ طِفلاً يذبحونَهُ بالقَلمْ
وَبكلِ قافيةٍ عروسُ،تشقُ من فُستانِها كَفناً لخَاطِرَةِ النَدمْ
فَمن لهُ خبرٌ بذَنبِكَ إذ وَقَفتَ على المَنَصّةْ
ومن يحسُّ بحَيرَةِ الشِعرِ التي
تركتْ برأسِكَ خِنجَرا من كلِ عنوانٍ وقصةْ
فأنتُ في الوجعِ القديمْ
وأنا المباركُ في عَذابي عندما وَصلَ الجَحيمْ
فالحربُ أولى في بلادي من سِواها،والرصِيفْ
حتى الرصيفِ له ثوابٌ فهو يَحتضِنُ اليتيمْ
*********
بواسطة نبوبولاصر الحسيني (كل إضافات العضو)